رواية أرض ورماد

عتيق رحيمي

روايات

 ركضت نحو المنزل فوق غيمة من اللهب والدخان. على الطريق، رأيت والدة ياسين. كانت تركض عارية بالكامل... لم تكن تصرخ، بل تضحك وكأنها مجنونة تركض في جميع الاتجاهات. كانت في الحمام حين سقطت القذيفة... انفجر الحمام... ماتت بعض النساء،

  ودفن البعض الآخر وهنّ أحياء... لكن كنتي... لو فقدت عيني لحظتها كي لا أراها في عراها هذا. أردت التقاطها لكنها اختفت في اللهب. لا أعرف كيف وجدت المنزل لم يبق منه شيء لقد تحول إلى قبر لزوجتي، لابني الآخر، لزوجته وأطفاله. حلقك على شفير الانفجار. تسيل دمعة. تذهب لاستقبالها على عينيك بذيل عمامتك. من ثم تتابع! لم يبق سوى هذا الحفيد على قيد الحياة، ولا يستطيع أن يسمعني. اشعر كأنني أكلم حجراً. يحطم ذلك قلبي... لا يكفي الكلام يا أخي، إذا لم يسمعك أحد، إنه لا يفيد بشيء، مثل الدموع..". كانت الحقيقة عند الروحانيين الفرس؛ بمثابة مرآة مهشمة، كل إنسان يمر من أمامها، يستل منها قطعة إذ يؤمن أنها تحتوي الحقيقة كلها. أفغانستان-التي كانت فيما مضى وحتى العهد القريب أرض الصوفيين والروحانيين تبدو اليوم لهذه المرآة. حطمتها الفصائل المتحاربة فيما بينها، بعد نضالها ضد جيش "الاتحاد السوفياتي" كما حولتها إلى بقاع متعادية، إذ نجد كلّ فصيل وقد أسس-في الجزء الذي ارتضاه لنفسه وبسط سيطرته عليه-حكمه.
 

شارك الكتاب مع اصدقائك