رواية أصابع المخطوفة

شاكر نوري

روايات

التحمتْ بشبقٍ وشهوانيّةٍ نظراتُ الحارسِ المناوبِ بأصابعِ المخطوفةِ، وهي تفرشُها على وجهِها لكي تتوارى، فيظهرُ على أظافرِها الطويلةِ الطلاءُ الأحمرُ المُشعُّ، فظنّها اصطناعيّةً، وتقدّمَ نحوها، ولمسَها، ثمّ حاولَ

  سحبَها قليلاً إليهِ، فحرّكتْها، ليدركَ أنّها أظافرُ طبيعيّةٌ تنتهي بأصابعَ طويلةٍ ونحيفةٍ وملتويةٍ بيدٍ ورديّةٍ، تتخلّلُها ظلالٌ بيضاءُ أبهرتْهُ. ما تزالُ أصابعُها الناعمةُ، المضيئةُ، والساحرةُ تلمعُ بخواتمِها، وهو يهمسُ: لا جمالَ للمرأةِ دونَ أصابعِها. اقتربَ منها بأنفاسٍ حارّةٍ تلفحُ وجهَها: أصابعُكِ أجملُ ما رأتْ عينايَ، وأرقُّ ما لمسَتْ يدايَ. زملاؤُهُ الحرّاسُ حبسوا ضحكاتِهم، لكنّهم أخذوا تهديدَهُ على مَحملِ الجدِّ.  

شارك الكتاب مع اصدقائك