رواية القارورة

رواية القارورة

تأليف : يوسف المحيميد

النوعية : روايات

حفظ

هل تنصح بهذا الكتاب؟

رواية القارورة بقلم يوسف المحيميد..بلغة سردية جذابة، وجرأة على الكشف وبعين تنظر ما وراء الحجب، وعبر خيال الراوي، يدخل يوسف المحيميد إلى خفايا المجتمع، يقدم شخصيات، قد تكون بيننا، نعيش معها كل يوم، تتعذب وتتألم، داخل شرنقة الصمت والخوف. لا يحق للإنسان أن يتعرض للخديعة، إذ فوق الإحساس بالغضب الذي منع التنفيس فيه، وفوق الإحساس بالقهر بسبب الخديعة، عليه أن يتحمل مسؤولية كونه مخدوعا. تلك هي حكاية منيرة الساهي، والحكايات التي تحكيها منيرة مما شاهدت أو سمعت. "سأفتح عينيّ ذات صباح، وأبحث عن زوجي الستيني، وقد غاب عني قرابة أسبوع، دون أن أملك السؤال عنه في بيوته الثلاثة الأخرى. سأتجاهل الأمر، حتى أبحث عن القارورة، التي جمعت فيها ما صرت أسميه فضائحي التي كنت أسميها أحزاني، فأقرر أن أتخلص منها، لكنني لا أجد للقارورة أي أثر. سأصرخ، لكنني لن أجد القارة مطلقاً، ولن يعود زوجي. سيقرأ سيرتي وهزائمي وخديعتي، وسيبكي بدوره في الخديعة. قالت ذلك منيرة الساهي وهي تتخيل حياتها المقبلة، ثم أخمدت صوت الاستيريو".
رواية القارورة بقلم يوسف المحيميد..بلغة سردية جذابة، وجرأة على الكشف وبعين تنظر ما وراء الحجب، وعبر خيال الراوي، يدخل يوسف المحيميد إلى خفايا المجتمع، يقدم شخصيات، قد تكون بيننا، نعيش معها كل يوم، تتعذب وتتألم، داخل شرنقة الصمت والخوف. لا يحق للإنسان أن يتعرض للخديعة، إذ فوق الإحساس بالغضب الذي منع التنفيس فيه، وفوق الإحساس بالقهر بسبب الخديعة، عليه أن يتحمل مسؤولية كونه مخدوعا. تلك هي حكاية منيرة الساهي، والحكايات التي تحكيها منيرة مما شاهدت أو سمعت. "سأفتح عينيّ ذات صباح، وأبحث عن زوجي الستيني، وقد غاب عني قرابة أسبوع، دون أن أملك السؤال عنه في بيوته الثلاثة الأخرى. سأتجاهل الأمر، حتى أبحث عن القارورة، التي جمعت فيها ما صرت أسميه فضائحي التي كنت أسميها أحزاني، فأقرر أن أتخلص منها، لكنني لا أجد للقارورة أي أثر. سأصرخ، لكنني لن أجد القارة مطلقاً، ولن يعود زوجي. سيقرأ سيرتي وهزائمي وخديعتي، وسيبكي بدوره في الخديعة. قالت ذلك منيرة الساهي وهي تتخيل حياتها المقبلة، ثم أخمدت صوت الاستيريو".
في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر...
في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر، المعركة الأولى في الإسلام، والتي انتصر فيها المسلمون. بعد أن بلغ عاماً واحداً انتقلت أسرته إلى حي عليشه الجديد، وهناك عاش طفولته ومراهقته وأول شبابه، حتى الواحدة والعشرين، وقد تخللت طفولته أيام مؤرقة، شارف فيها على الهلاك، لعل أصعبها إصابته بالحصبة الألمانية في السنة الثانية من عمره، والتي كادت أن تقضي عليه، ودخل فيها مرحلة الخدر والصوم الكليّ عن الأكل: "لقد كان الخس الأخضر في حديقة البيت هو نبتة الحياة" هكذا قالت أمه، وقد عاد مرة أخرى من الموت، فصارت تلك النبتة أهم عناصر الوجبة الغذائية لأمه حتى بلغت السبعين من العمر. في السادسة من عمره، أصيب المحيميد الابن الأكبر، مع شقيقيه بتسمم حاد، نقلوا على إثره إلى مستشفى المركزي في الشميسي، فخرج بعد شقيقه الأوسط، بينما مات شقيقه الأصغر في السنة الثانية من عمره، وأصيبت الأم بصدمة كبيرة، جعلها أكثر خوفاً وقلقاً عليه، لكن ذلك لم يلغ وقوعه فريسة سهلة للأمراض. التحق في السابعة بمدرسة الجاحظ الإبتدائية في حي "أم سليم"، وكان يقطع مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات من حي "عليشة" إلى "أم سليم"، بصحبة أخوه من الأب، وابني عميه الذين يكبرونه في العمر، ويشاركونه في الصف الأول الإبتدائي. وفي الصف الخامس الإبتدائي انتقل إلى مدرسة القدس الإبتدائية في حي "عليشة"، التي كان بابها الغربي يقابل باب منزل أسرته تماما.

هل تنصح بهذا الكتاب؟