رواية تسوباسا

رواية تسوباسا

تأليف : آية عبد الرحمن

النوعية : روايات

حفظ تقييم
رواية تسوباسا بقلم آية عبد الرحمن..لم تَصر ناومي عازفة في شركتنا، لكنها صارت صديقتي، واعدتُها عامًا كان حفلًا متصلًا غيَّب الجنون عقلينا فيه، ثم تزوجنا لأن ابتعادي عنها أيامًا كان يحرمني جلاء ألحاني وجموحها. امتلكتُ ناومي إلى الأبد بحلقةٍ ذهبية وضعتُها حول إصبعها، في كنيسة كساها اللون الأبيض كفستانها، وزيّنتْها أزهارٌ قرنفلية اللون كإكليلها، وبقينا معًا عامًا آخر، ثم استيقظت يومًا لأجدها شنقت نفسها. تلك اللحظة التي شلَّت عالمي إلى الأبد، وكأنني كوكب توقف عن الدوران، ليستحيل أحد نصفيه صحراء جليدية دمغها الموتُ بخاتمٍ لا يُمحى، والنصف الآخر يواجه نجمًا لاهبًا يصهره في جحيم لا فرار منها.


يلفني البرد كلما تذكرت لحظة استيقاظي ورؤيتها أمامي مشنوقة، للحظة ظننتها تداعبني دعابة سخيفة، ولم أفهم أنها فعلت ما فعلته حقًّا، حتى بعدما أنزلتها وأسجيتها على فراشنا. بقيت فترة محدقًا إلى عينيها الجاحظتين، ولسانها المُدلّى، ووجها المزرق.. بدت غريبة تمامًا، مشوهة تمامًا، لم أستطع استيعاب أنها المرأة نفسها التي شاركتني حياتي، وعاهدتني على البقاء معي إلى الأبد.
لم أبك من أجل ناومي قط؛ لم تعد في قلبي ذرة حب لها منذ أغمضت عينيها الجاحظتين، أيًّا كان السبب الذي دعاها لتركي فأنا لا أهتم به، لقد خانتني، أن تجرحني بهذا الشكل وتهجرني إلى الأبد دون تفسير أمر لا يغتفر، سيان عندي إن كانت هجرتني لأجل رجل آخر أو لأجل جنون طارئ ألمَّ بها، لقد هجرتني وكفى.
.
بعد انتحار زوجته، ومصرع صديقه المقرب، يعيش عازف الجيتار الياباني (هارونو تاكومي) محاطًا بشبح الموت، يطارده وسواس مُلحّ بأن يضع حدًّا لحياته، والهرب من الذنب الذي يحمله بموتهما.
لكن قائدة فريقه (سايا) لا تستسلم عن محاولة إنقاذه من هواجسه المجنونة، ورغبته في الموت، حتى تنقلب الأمور، ويجد تاكومي نفسه في موضع سايا، التي تصلي ليلًا ونهارًا كي تنام ولا تستيقظ أبدًا، ليبدأ محاولة بث الحياة فيها، مستكشفًا –على مهل- رغبته القويّة في أن يحيا مجددًا.

رواية تسوباسا بقلم آية عبد الرحمن..لم تَصر ناومي عازفة في شركتنا، لكنها صارت صديقتي، واعدتُها عامًا كان حفلًا متصلًا غيَّب الجنون عقلينا فيه، ثم تزوجنا لأن ابتعادي عنها أيامًا كان يحرمني جلاء ألحاني وجموحها. امتلكتُ ناومي إلى الأبد بحلقةٍ ذهبية وضعتُها حول إصبعها، في كنيسة كساها اللون الأبيض كفستانها، وزيّنتْها أزهارٌ قرنفلية اللون كإكليلها، وبقينا معًا عامًا آخر، ثم استيقظت يومًا لأجدها شنقت نفسها. تلك اللحظة التي شلَّت عالمي إلى الأبد، وكأنني كوكب توقف عن الدوران، ليستحيل أحد نصفيه صحراء جليدية دمغها الموتُ بخاتمٍ لا يُمحى، والنصف الآخر يواجه نجمًا لاهبًا يصهره في جحيم لا فرار منها.


يلفني البرد كلما تذكرت لحظة استيقاظي ورؤيتها أمامي مشنوقة، للحظة ظننتها تداعبني دعابة سخيفة، ولم أفهم أنها فعلت ما فعلته حقًّا، حتى بعدما أنزلتها وأسجيتها على فراشنا. بقيت فترة محدقًا إلى عينيها الجاحظتين، ولسانها المُدلّى، ووجها المزرق.. بدت غريبة تمامًا، مشوهة تمامًا، لم أستطع استيعاب أنها المرأة نفسها التي شاركتني حياتي، وعاهدتني على البقاء معي إلى الأبد.
لم أبك من أجل ناومي قط؛ لم تعد في قلبي ذرة حب لها منذ أغمضت عينيها الجاحظتين، أيًّا كان السبب الذي دعاها لتركي فأنا لا أهتم به، لقد خانتني، أن تجرحني بهذا الشكل وتهجرني إلى الأبد دون تفسير أمر لا يغتفر، سيان عندي إن كانت هجرتني لأجل رجل آخر أو لأجل جنون طارئ ألمَّ بها، لقد هجرتني وكفى.
.
بعد انتحار زوجته، ومصرع صديقه المقرب، يعيش عازف الجيتار الياباني (هارونو تاكومي) محاطًا بشبح الموت، يطارده وسواس مُلحّ بأن يضع حدًّا لحياته، والهرب من الذنب الذي يحمله بموتهما.
لكن قائدة فريقه (سايا) لا تستسلم عن محاولة إنقاذه من هواجسه المجنونة، ورغبته في الموت، حتى تنقلب الأمور، ويجد تاكومي نفسه في موضع سايا، التي تصلي ليلًا ونهارًا كي تنام ولا تستيقظ أبدًا، ليبدأ محاولة بث الحياة فيها، مستكشفًا –على مهل- رغبته القويّة في أن يحيا مجددًا.

السيرة الذاتية آية عبد الرحمن.. كاتبة ومصورة وصحفية ومترجمة مصرية، ومقدمة برنامج (على خطى الكتابة)، أول برنامج متخصص في تدريس فن كتابة الرواية والكتابة الإبداعية، في مصر والعالم العربي. من مواليد القاهرة 1989، تخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قسم اللغة الإسبانية، كما درست اللغة اليابانية وآداب...
السيرة الذاتية آية عبد الرحمن.. كاتبة ومصورة وصحفية ومترجمة مصرية، ومقدمة برنامج (على خطى الكتابة)، أول برنامج متخصص في تدريس فن كتابة الرواية والكتابة الإبداعية، في مصر والعالم العربي. من مواليد القاهرة 1989، تخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قسم اللغة الإسبانية، كما درست اللغة اليابانية وآدابها بمؤسسة اليابان مكتب القاهرة. بدأت مشوارها الصحفي كمحررة ديسك بجريدة التحرير، ثم انطلقت إلى العديد من الجهات الإعلامية في مصر وخارجها، منها الحب ثقافة، رصيف 22، Vice عربية، Egyptian Geographic. صدرت لها ثلاث روايات هي رواية (أيام برائحة عطرك)، و(تسوباسا)، ورواية (رواية الصمت)، ونشرت لها قصص قصيرة متفرقة بالعديد من المطبوعات الثقافية، بجانب مقالات ثقافية ونقدية، ومؤخرًا أصدرت مجموعتها القصصية المترجمة الأولى، للكاتب الياباني هاروكي موراكامي، تحت عنوان (زوجة رجل الثلج)، وحصلت أعمالها على عدد من الجوائز المختلفة. الجوائز والتكريمات: - جائزة الشارقة للإبداع العربي، 2014، عن رواية (أيام برائحة عطرك) - جائزة راشد بن حمد للإبداع، 2019، عن رواية (رواية الصمت) - جائزة "المسابقة العربية في كتابة القصة القصيرة"، 2018، عن قصة (قدم الخير) - جائزة "يومًا ما"، المنظمة من طرف موقع مدى مصر، والمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، 2019، عن قصة (مستقرٌ عند مستوى محتمل من الملل) - جائزة الشاعر صلاح علي جاد لقصيدة النثر، 2019، عن قصيدة (امرأة تستمتع بالحياة) - جائزة أفضل مقال صحفي بموقع إضاءات، 2017، عن مقال (الكوربوس.. عندما تدخلت التكنولوجيا لتقدم أعظم خدمة للغات) - جائزة "أفضل تعليق نقدي"، المنظمة من طرف سفارة كوريا الجنوبية، وقسم اللغة الكورية بكلية الألسن جامعة عين شمس، 2013، عن مقالها (تشون هيانج.. الحب والسذاجة في القصص الشعبي عبر العصور) صدر لها: - أيام برائحة عطرك (رواية) - دائرة الشارقة للثقافة والإعلام 2014 - أيام برائحة عطرك (رواية) - دار زين للنشر والتوزيع 2018 - تسوباسا (رواية) - دار زين للنشر والتوزيع 2017 - رواية الصمت (رواية) - دار راشد للنشر 2019 - زوجة رجل الثلج (مجموعة قصصية مترجمة لهاروكي موراكامي) - دار زين للنشر والتوزيع 2021 بجانب العديد من المقالات والقصص القصيرة والقصائد بمطبوعات ثقافية مختلفة.