رواية خيوط ليلى

شيرين فتحي

روايات

رواية خيوط ليلى بقلم شيرين فتحي ....اقتربت منها، تفحصتُ نهديها المفرودين أمامي كحمامتين متخاصمتين، تريد كل واحدة منهما أن تذهبَ في طريق عكس الآخر دون أن تدركا أنهما مربوطتان في النهايةِ إلى بعضهما البعض بطبقات من الأنسجة والعضلات التي ستظلُّ تمنعهما إلى الأبد من إتمام أي محاولةٍ للانفصال، كانت هناكَ بعض الجروح والخطوط

 الغائرة تلتفُّ في دوائرَ حول الصدر والظهر، تعلو إلى الكتف وتهبط حتى البطن وعظم العانة، كانت آثارا لجراحٍ بدت حقيقيةً.– صدقتني الآن؟ ... قالت ..هذا ما فعله رشيد بي حين حاولتُ أن أهرب منه، حين صممتُ على مغادرة قصتي وعصيان كل أوامره…ألم تشعر بالأمر من قبلُ؟ ألم تلتقِ رشيد أبدا؟ ألم تشعر أن كلماتكَ ملقنة؟ وأن أحداثكَ مرتبةٌ أو ملفَّقةٌ في الكثير من الأحيان؟ ألم تسمع خشخشات الورقِ الذي ننتمي إليه أبدا؟ طوال الوقت وصوت الخشخشات يدوي في أذني كموسيقى تصويرية لكلِّ المشاهد التي عشتها هنا، من فضلكَ يا سامح ساعدني لكي أخرجَ، لكي تخرج أنت أيضا، لكي نتحررَ، لكي نحرِّرَ االطفلين، لكي نتحررَ جميعا من تلك الحكايات المرهقة، رشيد مجنون، لا ينصتُ لنداءاتنا أبدًا، يمضي خلفَ صوته فقط

شارك الكتاب مع اصدقائك