
رواية رجل يكره الاحذية
تأليف : حسن الحلبي
النوعية : روايات
نعتذر، هذا الكتاب غير متاح حاليًا للتحميل أو القراءة لأن المؤلف أو الناشر لا يسمح بذلك في الوقت الحالي.
حفظ
رواية رجل يكره الاحذية بقلم حسن الحلبي ... (فمي يشتمني) ؛ لا أدري كيف كتبت هذه العبارة ، لكنّ هذا ما حصل .. أقول الحقيقة .. حياتي جحيم ، وضياع ، وبؤس ! مثلاً ؛ أمشي منذ نصف ساعة في الشارع بلا هدف ، لم أفعل شيئاً مفيداً واحداً ، ولم أفعل شيئاً غير مفيد واحداً أيضاً . . حياد تامّ ! أستمرّ بالمشي ، وأنا أشتم الحكومة .. دائماً ما يكون الحقّ على الحكومة ؛ ليس في هذا أي نوع من التجنّي أو الظلم.. سواءً هم أو المخابرات ، أنا وكل المتعوسين نلقي باللوم عليهم ، هذا يريحنا! يا رجل ! إنهم يعرفون كلّ شيء ! من أسرار النفط ، إلى الخدع الإسرائيلية ، إلى التغييرات النيابية، إلى الانقلابات العسكريّة ، إلى اغتيال عرفات ، إلى خفايا المجالس البلديّة ، إلى فضائح الوزراء ، إلى أسرار الأطباق الطائرة ، إلى مشاكل الضفة الغربية ، إلى الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار والسكّري والضّغط ، إلى أفكار الصفقات المسلّحة ، إلى عجائب البورصة ، إلى ما لم ينشر لدرويش والقاسم ومطر وقبّاني ، إلى الأقمار الصناعية الخاصة بالمكتب البيضاوي ، إلى الطابور الخامس ، إلى الحفلات الخيرية ، إلى نشرات الأخبار ، إلى مقاهي الثقافة ، إلى محلات بيع الخضار والفواكه ، إلى جيوشنا المتلفزة ، إلى أغانينا الوطنية ، إلى طربنا الشرقي ، إلى غرف نومنا ، إلى ملاعقنا وصحوننا وورودنا وشوارعنا ، إلى أوراقنا وسياراتنا ومياهنا ، إلى ملابسنا وثيابنا الداخلية التي نرتديها أو المخبأة بقعر الخزانة ! الحكومة ؛ هي رأس الأفعى ، وسبب الكوارث .. على فكرة : بمجرّد أن نلغي الحكومات والوزراء والنواب والبلديّات ، ونستبدلهم بطاقم جديد ليس له علاقة بالوراثة والواسطات ، ونوقف المواطنين عن ضرب الأساتذة والأطبّاء المهملين بأعمالهم ، ونأمر الشرطة بوقف اعتقال الصحفيين والروائيين وإطلاق النار على بعضهم ، ونصلح الحال الاجتماعية فلا أخ يقتله أخوه ، ولا أمّ تتخلّى عن بناتها ، ولا شاب يذبح صديقه ، ولا حوادث سير تكلف الكثير من الأرواح والممتلكات ؛ سيكون بإمكاننا بكلّ سهولة أن نصنع من بلدنا الدّولة المثالية الّتي يحلم بها (أفلاطون) .. ستكون لدينا (يوتوبيا) الخاصة بنا ! لو .. لو استطعنا فعل كلّ هذا !
رواية رجل يكره الاحذية بقلم حسن الحلبي ... (فمي يشتمني) ؛ لا أدري كيف كتبت هذه العبارة ، لكنّ هذا ما حصل .. أقول الحقيقة .. حياتي جحيم ، وضياع ، وبؤس ! مثلاً ؛ أمشي منذ نصف ساعة في الشارع بلا هدف ، لم أفعل شيئاً مفيداً واحداً ، ولم أفعل شيئاً غير مفيد واحداً أيضاً . . حياد تامّ ! أستمرّ بالمشي ، وأنا أشتم الحكومة .. دائماً ما يكون الحقّ على الحكومة ؛ ليس في هذا أي نوع من التجنّي أو الظلم.. سواءً هم أو المخابرات ، أنا وكل المتعوسين نلقي باللوم عليهم ، هذا يريحنا! يا رجل ! إنهم يعرفون كلّ شيء ! من أسرار النفط ، إلى الخدع الإسرائيلية ، إلى التغييرات النيابية، إلى الانقلابات العسكريّة ، إلى اغتيال عرفات ، إلى خفايا المجالس البلديّة ، إلى فضائح الوزراء ، إلى أسرار الأطباق الطائرة ، إلى مشاكل الضفة الغربية ، إلى الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار والسكّري والضّغط ، إلى أفكار الصفقات المسلّحة ، إلى عجائب البورصة ، إلى ما لم ينشر لدرويش والقاسم ومطر وقبّاني ، إلى الأقمار الصناعية الخاصة بالمكتب البيضاوي ، إلى الطابور الخامس ، إلى الحفلات الخيرية ، إلى نشرات الأخبار ، إلى مقاهي الثقافة ، إلى محلات بيع الخضار والفواكه ، إلى جيوشنا المتلفزة ، إلى أغانينا الوطنية ، إلى طربنا الشرقي ، إلى غرف نومنا ، إلى ملاعقنا وصحوننا وورودنا وشوارعنا ، إلى أوراقنا وسياراتنا ومياهنا ، إلى ملابسنا وثيابنا الداخلية التي نرتديها أو المخبأة بقعر الخزانة ! الحكومة ؛ هي رأس الأفعى ، وسبب الكوارث .. على فكرة : بمجرّد أن نلغي الحكومات والوزراء والنواب والبلديّات ، ونستبدلهم بطاقم جديد ليس له علاقة بالوراثة والواسطات ، ونوقف المواطنين عن ضرب الأساتذة والأطبّاء المهملين بأعمالهم ، ونأمر الشرطة بوقف اعتقال الصحفيين والروائيين وإطلاق النار على بعضهم ، ونصلح الحال الاجتماعية فلا أخ يقتله أخوه ، ولا أمّ تتخلّى عن بناتها ، ولا شاب يذبح صديقه ، ولا حوادث سير تكلف الكثير من الأرواح والممتلكات ؛ سيكون بإمكاننا بكلّ سهولة أن نصنع من بلدنا الدّولة المثالية الّتي يحلم بها (أفلاطون) .. ستكون لدينا (يوتوبيا) الخاصة بنا ! لو .. لو استطعنا فعل كلّ هذا !
المزيد...