رواية سوبارتو

حليم يوسف

روايات

لطالما تصورت نفسي منسية ومعزولة في سوبارتو المغبّرة وأنت بين نسائك تنتقل من واحدة إلى أخرى. لكن آن لك أن تعلم بأنك الوحيد، كنت وستبقى أنت الساكن في قلبي، الجاري في شراييني، وقد يكون لساني أنكرك خوفاً عليك، وخوفاً من أسواطهم ومن ضعفي وحزني وقلقي.

  أنا لم أختر غيرك لأنني ما أحببت غيرك، كل ما في الأمر أنني اخترت الموت، معك وحدك تعود طفولتي. أستطيع مداعبة شفتيك، وتقبيل يديك، والضحك من القلب رغم كل هذا الزجاج المحكم، فكيف لعينين تسكن أنت فيهما أن تتكسرا؟! قد أبدو بنتاً عاقة، لكنني لم أعرف أباً، أماً، أخاً سوى الحب، عندي الحب هو أنت وأنت هو الحب. أجمل ما سمعته منك: "في الحب سأتنازل - وبرأس مرفوع - وبإحساس عارم بالكرامة .. أنتِ كرامتي". كنت طفلاً وقد ولدت منذ دقائق، طفل حملته لأكثر من إثني عشر قرناً، وضعتك في "طشت" وغسلتك بدموعي، كنت ولدي وكنت أمك، كنت أبي وكنت إبنتك، كنت عصفوري وكنت عشك، فيا عصفوري الصغير، لقد قبضت عليك. كنت فرحي، ابتسامتي، غروري، قلبي، زنابقي، سنابلي وكنت حبيبي الأول والأخير. ما فعلته ببساطة، أنني عاقبت نفسي على حبي لك، أما آن لك أن تفهم؟ فمن أي آخر تتحدث؟ لا رجل في العالم بإمكانه طردك من عرش قلبي، لقد توجتك حبيباً، لكن .. ماذا كنت تنتظر من فتاة فشلت في أهم امتحان في حياتها؟ كل فشل في العالم كان يهون أمام فشلي الأعظم، أمام فقداني إياك، أو كنت تظن أنه كان بإمكاني أن أمر من شارع، أعلم مسبقاً أنك مررت به برفقة غيري؟ كفى أيها الغبي.  

شارك الكتاب مع اصدقائك