رواية عرس بغل

الطاهر وطار

روايات

كثرة الزيارات والجلسات، جعلتني أتعرض للإرهاق بسرعة، عندما أكون في الداخل، أنسى التعب. لعلني أكون هذا المساء هارون الرشيد، قد أكون بن السعود أو بولفانين، لماذا هربت من الأعراس، من الغناء والطرب والقهقهات الرنانة،

  ومن الفرحة على وجوه الفقراء وجئت إلى المقبرة. لا شيء من الأعماق، كل ما هنالك عرس بغل، أعراس بغل في حجم الكرة الأرضية، كلهم، كلنا، نهرب إلى مقبرة، كل من فيها ميتون إلا نحن، الحياة. حياة الآخرين المرتبطة بحياتنا، لا تهمنا إلا بقدر ما تكون المقبرة. لا. لا. هذا كلام لا معنى له. كلام غير مستقيم، يمليه التعب. ها أنك قد وصلت. أهلاً وسهلاً بك في مدينتك، يجدر بك أن تكون "أفلاطون" هذا المساء، قد أكون من يدري؟". في روايته "عرس بغل" يرسم الطاهر وطّار صورة الإنسان الذي يرى في الهروب من أعباء الحياة وصراعاتها وسيلة لمتابعتها. يحاول الظاهر وطّار عكس رؤيته في الفلسفية تلك من خلال استنطاق شخصيته المحورية التي وعلى الرغم من هامشيتها ودونيتها، وفي لحظة اللاوعي، يجري على لسانها عبارات فيلسوف.
 

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-12-04