رواية مولانا الجوسقي

ثروت الخرباوي

روايات

 رواية مولانا الجوسقي بقلم ثروت الخرباوي هل تهمَّكَ قِصَّتي حتَّى تَسْمَعَها؟ هي في الحَقيقَةِ لَيْسَتْ قِصَّتي، ولِكنَّها قِصَّةٌ واحِدةٌ خالِدةٌ، عِشْتُ فيها ومعها مِئاتِ المرَّات، أمَّا أنا فلا تَلْتَفِتْ لي؛ فما أنا إِلاَ ذَرَّةٌ من ذَرَّات هذا الكَوْنِ الهائِلِ الَّذي لم نَستَطِعْ أن نعرف ما هِيَتَه حتى الآن، والعجيب أَنَّنا كُلَّما عَرَفناهُ، جَهِلْناهُ.وقَدْ تُقابِلُني في الطُّرُقاتِ أو الأزِقَّة فلا تَعْر

 هل تهمَّكَ قِصَّتي حتَّى تَسْمَعَها؟ هي في الحَقيقَةِ لَيْسَتْ قِصَّتي، ولِكنَّها قِصَّةٌ واحِدةٌ خالِدةٌ، عِشْتُ فيها ومعها مِئاتِ المرَّات، أمَّا أنا فلا تَلْتَفِتْ لي؛ فما أنا إِلاَ ذَرَّةٌ من ذَرَّات هذا الكَوْنِ الهائِلِ الَّذي لم نَستَطِعْ أن نعرف ما هِيَتَه حتى الآن، والعجيب أَنَّنا كُلَّما عَرَفناهُ، جَهِلْناهُ.وقَدْ تُقابِلُني في الطُّرُقاتِ أو الأزِقَّة فلا تَعْرِفُني وقد تَظُنُّني في بَعْضِ الأحيانِ مُتَسوِّلًا، أو شاعِرًا عَبَثِيًّا أو مَجذوبًا من المجاذيب، وفي أحيانٍ أُخرى ستظُنُّني وزيرًا، أو مَلِكًا، أو مُفَكِّرًا كبيرًا يخطِّط لِلأمَمِ مُسْتَقْبَلَها، وقد تراني وَمْضَةَ نور، أو بَصيصَ ضَوءٍ ينظر إليك في الظَّلامِ فيرشِدُكَ، أو دَمْعَةً سَقَطَت من عَيْنِ أُمٍ فَقَدَت طِفْلَها، وحينما فقَدَته عاشَت بقيَّةّ عُمْرِها داخِلَ دُموعِها، وقد تَراني حَشْرَجَةَ أَلَمٍ خَرَجَت من قَلْبِ ابْنٍ فَقَدَ أُمَّه، وقَدْ تَراني في أيِّ شيءٍ؛ إِن أَمْعَنْتَ بصيرتَك، وما أنا في الحقيقَةِ إلا ذَرَّةٌ من ذرَّات الكَوْنِ، لا قيمَةَ لها على الإطلاقِ، ولَنْ تُضيفَ للدُّنيا شيئًا، ولَنْ تَسْلِبَ منها شَيْئًا

شارك الكتاب مع اصدقائك