كتاب أسباب انحراف العلماء عن الحق عبر التاريخ تأليف فضيلة الشيخ حذيفة حسين القحطاني

فإن العلم نور يستضاء به، وسلاح يقاتل به الباطل، وصراط مستقيم يوصل إلى الحق. ولكن هذا النور قد يحجب عن بعض أهله، فيزيغون عن الحق بعد أن كانوا مناراته، وينحرفون عن الصراط المستقيم بعد أن كانوا دعاة له. فما أسباب انحراف العلماء عن الجادة عبر التاريخ؟ وكيف يقع من ائتمنوا على تفسير النصوص وحماية العقيدة في حبائل الزيغ والضلال؟ لقد شهد التاريخ الإسلامي -كغيره من التواريخ- نماذج لعلماء مالوا عن الحق، فكانت عواقب انحرافهم أشد خطرا من ضلال العوام، لأنهم يحملون سلطة معرفية ودينية يخيل إلى العامة أنها معصومة. فإذا زل العالم، زلت به أمة. وهذا الكتاب يحاول أن يكشف الأسباب الخفية والظاهرة التي أدت إلى انحراف بعض العلماء عن الحق، عبر تحليل تاريخي ونفسي واجتماعي، يستند إلى الشواهد الواقعية والدراسات المنهجية. فنحن هنا لا نتناول الانحراف كظاهرة أخلاقية فحسب، بل كإشكالية معرفية تتعلق بفساد المنهج، أو غلبة الهوى، أو تسلط السلطان، أو تغير المقاصد. كما نبحث في دور البيئة الفكرية والسياسية في تشكيل وعي العالم، وكيف يمكن للصراعات المذهبية أو المصالح الدنيوية أن تحرف البوصلة العلمية عن اتجاهها الصحيح. إن هذا الكتاب محاولة لفهم الإشكاليات العميقة التي تواجه العلماء في رحلتهم مع العلم، وتذكير بأن الانحراف ليس قدرا محتوما، بل هو نتيجة لعوامل قد تدارك بالوعي والمراجعة. نسأل الله أن يجعل هذا العمل صدى للحق، ورادعا عن الباطل، إنه نعم المولى ونعم النصير. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل كتبه فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني