كتاب الألفا: 36 مبدعا يكتبون عمر طاهر

حسام مصطفى إبراهيم

نصوص وخواطر

حتى الآن لم أشرُف بمقابلة عمر طاهر وجهًا لوجه، لكنّي لم أزل في صحبةٍ مما كتب منذ سنوات طويلة، متنعِّمًا بفيض إبداعه وعذوبته وإنسانيته وطرقِه أبوابًا لم يطرقها سواه، وتجديده المستمرّ كي لا يملّ هو قبل أن يملّ قرّاؤه، فعمر -الذكي- يكتب ليستمتع أولًا، وإن استمتع غيره فلا بأس، لكنَّ نفسه الأساس، وهو ما يفعله المبدعون الحقيقيون الذين يعرفون أن الكتابة إنما هي رحلةٌ لاستكشاف الذات والمغامرة وقضاء وقت لطيف -قدر الإمكان- على هذا الكوكب التَعس!


ولا ينفكّ عمر -مع كل كتاب جديد- يُبهرني، ويجعلني أتأكَّد لِماذا خلق الله الكتابة؛ كي نعيش بها أعمارًا فوق أعمارنا المحدودة، ونتسلل بها من فُرَج اللا نهاية فنختلس النظر إلى الأبدية ونلمس حدود المستحيل!

وعمر “أَلْفَا” في هذه المنطقة بلا منازع؛ فهو يُدبِّج مقالات متفرّدة تلمس القلب وتُحيي مواته، ويكتب سيناريوهات تتردد إيفيهاتها على كل لسان سنوات وسنوات، ويقدم برامج تأخذ العقل وتصبح إرثًا نحرص على نقلة إلى أبنائنا، ويغزل أغاني تدخل فورًا في وجداننا الجمعي، ويهلّ علينا بصوت دسم ومُشبِعِ في برامجه الإذاعية، وغيرها كثير من التجليات التي تجعلنا محظوظين أن عاصرنا مثل هذا الرجل الذي لا ينفكّ يحوّل كل ما تلمسه يداه إلى إبداع صِرف وتجربة مبهجة لا تُنسىّ

ومِن هُنا جاءت فكرة هذا الملف: لماذا لا نسنّ سُنَّة حسنة بتكريم مبدعينا وشكرهم والتعبير عن جميل مشاعرنا ناحيتهم، بينما لا يزالون ملء السمع والبصر؟ ولماذا لا يكون الأوّل في هذه القائمة صانع السعادة عمر طاهر؟
 

شارك الكتاب مع اصدقائك