كتاب التخلف التعليمي وعواقبه في المجتمعات المنتسبة إلى الإسلام
العظامِ، وأعلامِ الفكرِ، ورُوَّادِ المعرفةِ، والعباقرةِ الذين كان كُلُّ واحدٍ منهم كَغُرَّةٍ في جبين الأمة. قد حلَّ محلَّهم اليومَ جموعٌ من المسوخِ البشريَّةِ المنتحلين، وهم أشباهُ الرهبانِ. مُعْظَمُهُمْ مُشَعْوِذُونَ قُبُورِيُّونَ يتَّجِرون بالدِّين، يَسْتَعْرِضُونَ ألاعيبَهُمْ بحكايةِ الأساطيرِ والقصصِ الْخُرَافِيَّةِ بأساليبَ ببغائيَّةٍ، أكثرُها تحومُ حولَ "كرامات الأولياءِ"! إنَّ المصائبَ التي تنصبُّ اليوم على أمةِ الإسلامِ إنَّمَا مردُّهُ إلى إهمالِ المسلمين العلمَ والمعرفةَ. لقد تدهورتْ أوضاعُ التعليمِ والتَّعَلُّمِ في المجتمعاتِ التي تنتسِبُ إلى الإسلامِ إلى حدودٍ رهيبةٍ، فتحولَتْ مُعْظَمُهَا إلى جماهيرَ أُمِّيَّةٍ، وأبرزُ مثالٍ على ذلكَ ارتفاعُ نسبةِ الأُمِّيَّةِ فى العَالَمِ الإسلاَمِيِّ على 46%، أىْ مَا يقرُبُ من نصفِ عددِ المسلمين فى العَالَمِ. وكمْ يَبْدُو هذا المشهدُ الْمُؤْلِمُ للعيانِ حين يُنْبِؤُنَا التاريخُ أنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان منذُ أربعةَ عَشَرَ قرنًا من الزمانِ يُفَرِجُ عن الأسيرِ من غزوةِ بدرٍ إذا عَلَّمَ عشرةً من أبناءِ المسلمين القراءةَ والكتابَةَ.