كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها

عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني

التاريخ والحضارات

كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها بقلم عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني..شيد المسلمون الأوائل حضارة عظيمة أرسوا أسسها على أسس روحية عميقة وشادوا بنيانها على قواعد الحق والعدل والعمل حتى شع نورها على أمم الأرض وأصبحت مثالاً يحتذى وقد أجمع مؤرخو الحضارات المصنفون من غير المسلمين أن الحضارة الغربية وما سواها قد أخذت عن حضارة المسلمين الشيء الكثير وخاصة ذلك المنهج الذي اكتشف به المسلمون من قوانين الله وسننه في كونه ما لم يكن مكتشفاً ولا معروفاً من قبل لدى غيرهم من الأقوام ويعنون به المنهج التجريبي الذي اهتدى المسلمون إلى اصطناعه في بحثهم عن الحقيقة.


ومؤلف هذا الكتاب إذ يعرض لأسس الحضارة الإسلامية ووسائلها يؤكد أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي تشتمل أسسها الفكرية والنفسية على حاجات الحياة كلها من مختلف الجوانب الفكرية والروحية والنفسية والجسدية والمادية. وهي الوحيدة الجديرة بأن تمنح الأمم. الصورة المثلى التي تتوق إليها. كما أن أسس الحضارة الإسلامية لا دجل فيها ولا تحريف إذ إنها ذات منهج واضح مشرق.

وقد أشار إلى أن هذه الأسس تتلخص (مبدأ فعل الخير والعمل على نشره وترك الشر والعمل على قمعه) ومبدأ (الاستمساك بالحق ومحيته والعمل على نشره، والتبرؤ من الباطل وكراهيته) ومبدأ (العالمية والشمول) ومبدأ (المثالية في العقائد والأهداف والغايات، والواقعية في الأعمال ومناهج الحياة).

غير أن هذا البناء الفكري ينبثق عنه بناء واقعي يحتاج إلى وسائل عملية تقيم أركان الحضارة على أسس بنائها الفكري وهذه الوسائل تتلخص في وسائل منها السعي إلى معرفة حقائق الأمور وخصائص الأشياء ونتائجها عن طريق التعلم والتعليم، ومنها أيضاً تطبيق العلم بالعمل والاستفادة المباشرة من المعارف والتربية، والجدل بالتي هي أحسن وقد تناول المؤلف هذه الوسائل بالشرح فأفرد لكل وسيلة فصلاً خاصاً بها، كما لم يغفل المؤلف أثر القرآن والسنة في ابتكار كثير من العلوم الإسلامية كعلوم اللغة العربية وعلمي النحو والصرف وعلم أصول الفقه، وعلم الأخلاق والآداب. 

شارك الكتاب مع اصدقائك