كتاب الحيوان الذي أنا عليه

جاك دريدا

الفكر والثقافة العامة

هوذا العنوان الصادم لجمهور متعدد المشارب لقرّاء جاك دريدا المفكر المعروف، العنوانُ المقلق في الصميم، حيث آثرت صوغه هكذا إحالةٌ عليه. ومن المفارقات الكبرى أن أياً كان حين يقرأه كما هو "الحيوان الذي أنا عليه" يواجه به نفسه، بمقدار ما يواجه نفسه:

  كيف يكون الحيوان الذي هو عليه!؟... أي حيوان يكون عليه، وما الذي يثيره في كتاب "حيوانه"؟... لا بد أنها متوالية هندسية تتشعب بمقدار ما يوغل القارئ في الكتاب، حيث السؤال عن طبيعة صلات الإنسان بالحيوان، وما أعقدها من صلات، أكثر مما أشير إليه في نصوص التاريخ، إذ إنه عبر أمهات الكتب الميثولوجية، إلى جانب النصوص الدينية، وما يدخل في عالم الأمثال، يصبح الحيوان في مرتبة تضع الإنسان نفسه في مواجهة ماض عريق، وفي حاضرنا بالذات، أي ما يصعد بمفهوم الحيوان إلى مقام الأمثولة، أو العبرة، ومكاشفة حقائق تمس بنية الإنسان النفسية، وهو يمارس أعمال سفْك دماء في أقرب المقربين إليه، وفي إستخفافه بما ينأى بنفسه عنه وهو لا يكف عن مطاردته، وعن إبقائه بجواره. لعله الكتاب الأوحد الذي يقرأ في ميدانه، وما يحتويه من نقاشات توسّع نطاق معرفتنا بأنفسنا، وربما في معرفة مغايرة للحيوان بعد قراءته!. 

شارك الكتاب مع اصدقائك