كتاب السردية العربية الحديثة؛ تفكيك الخطاب الاستعماري وإعادة تفسير النشأة

عبد الله إبراهيم

الأدب

كتاب السردية العربية الحديثة؛ تفكيك الخطاب الاستعماري وإعادة تفسير النشأة بقلم عبد الله إبراهيم..إن السردية العربية الحديثة بوصفها ظاهرة أدبية-ثقافية هي الثمرة التي انتهت إليها حركة التمازج التي قامت بين الرصيد السردي والتقليدي ومؤثرات ثقافية جديدة، والحراك الذي عصف بالأنواع الأدبية التقليدية، وفي مقدمة ذلك: ضعف الحدود الفاصلة بين الأجناس والأنواع، وتداخل النصوص، وغياب الهويات النصية الثابتة، وتفكك الأنظمة السردية الموروثة. وكان من نتيجة ذلك أن انحسرت صيغ التعبير القديمة. وكانت الرواية إحدى الصيغ الأسلوبية الكبرى التي تشكّلت على الحدود الرمزية الفاصلة بين عالمين: عالم في طريقه للأفول والتحلّل، وعالم في طريقه للظهور والتكون.

 وسرعان ما دشنت شرعيتها الفنية، حينما أبرزت قدرة هائلة على التعبير عن هذا العالم الجديد بمكوناته وعلاقاته وقيمه، فاقترنت به كونها في آن أحد تمخضاته، وعلامة معبرة عنه.
السردية العربية الحديثة ظاهرة شديدة الأهمية ، تفاعلت مكونات كثيرة من أجل ظهورها ، و لم تكن نتاج نص مفرد طليعي انشق عن نسق نوعي فأوجد تيارا جديدا اتبع فيما بعد ، فهذا النمط من التفكير يستبعد تماما الرصيد السردي الضخم الذي كان يتفاعل طوال القرن التاسع عشر ، و يهمل القضية الأكثر أهمية ، و هي الكيفية التي يتكون فيها نوع سردي جديد ، فالتفسير الغربي الذي أشاعه الخطاب الاستعماري لتفسير نشأة الرواية العربية الحديثة ، أمر تتقوض مقوماته بسرعة ، إذا استحضرنا الخارطة السردية المعقدة التي كانت تمثلها المرويات السردية في القرن التاسع عشر ، و فهمنا آلية تفكك الأنواع القديمة ، و تحلل الأنظمة ثم انهيار النسق الكلي للمرويات و إعادة تجميع عناصرها في النوع الروائي الجديد ، إنها عملية كبيرة تقع وسط مشهد شامل من التغييرات الأدبية التي بدأت تعلن عن نفسها في تلك الفترة. 

شارك الكتاب مع اصدقائك