كتاب السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية

زياد أبو غنيمة

الفكر والثقافة العامة

كتاب السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية بقلم زياد أبو غنيمة يُجمع العربُ على أن اليهود يسيطرون سيطرة خانقة على وسائل وأقنية الإعلام العالمي، ونقرأ كثيرًا، ونسمع كثيرًا، عن اجتماعات وندوات تسفر عن قرارات عربية "حازمة" للتصدي لهذه السيطرة، وتمضي الأيام فلا نجد لهذه القرارات صدى.. ونصاب بخيبة أمل نضيفها إلى المئات، بل الآلاف من خيبات الأمل التي أصبحت بعض قُوتِنا اليومي، نتجرعها صباح مساء. وفي نقد توجيهي بارز يذكر المؤلف أننا نجهل تفاص

 يُجمع العربُ على أن اليهود يسيطرون سيطرة خانقة على وسائل وأقنية الإعلام العالمي، ونقرأ كثيرًا، ونسمع كثيرًا، عن اجتماعات وندوات تسفر عن قرارات عربية "حازمة" للتصدي لهذه السيطرة، وتمضي الأيام فلا نجد لهذه القرارات صدى.. ونصاب بخيبة أمل نضيفها إلى المئات، بل الآلاف من خيبات الأمل التي أصبحت بعض قُوتِنا اليومي، نتجرعها صباح مساء. وفي نقد توجيهي بارز يذكر المؤلف أننا نجهل تفاصيل معركتنا الإعلامية مع الصِّهْيَونية، ويعني بذلك فقدان الدراسات الوثائقية، المدعمة بالأسماء والأرقام والحقائق، عن مدى السيطرة الصِّهْيَونية على الإعلام العالمي، ويرى أن تحقق هذا الأمر يُعَد محاولة للانعطاف نحو الطريق الصحيح في أساليب التصدي للأخطبوط الصِّهْيَوني. وعندما نقلب صفحات الكتاب، ونقف على جوانبه العلمية المتعددة، نرى أن المؤلف بجهده الفردي، استطاع أن يغطي تفاصيل كثيرة، ويسد ثغرات متعددة.. بل يُعَد عمله هذا حافزًا للمؤسسات الإعلامية ومراكز الدعوة والإعلام، ومؤسسات البحث العلمي في الجامعات والمعاهد، والمنظمات الثقافية لخوض مثل هذه الدراسات الوثائقية.. بكل تفاصيلها وتشعباتها؛ فقد غطت دراسته الحديث عن وكالات الأنباء العالمية، والصحافة، وشبكات التلفزيون والإذاعة، وصناعة السينما، والبرامج التلفزيونية، والمسرح، وصناعة الطباعة والإذاعة، وصناعة الطباعة والنشر والتوزيع، والموسوعات، ومؤسسات الاستشراق، والمنابر الكنسية، ومؤسسات الدعاية والإعلان، ووسائل إعلامية أخرى يصعب تصنيفها تحت أي من الوسائل السابق ذكرها، ثم بيان السيطرة الصِّهْيَونية على هذه الوسائل ودراسة تأثيرها على القضايا الإسلامية بشكل عام. ويتساءل المؤلف في البداية:كيف خطط اليهودي للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية؟ونفرع من هذا:كيف نجح اليهود في "غسل دماغ" الرأي العام العالمي، وخاصة الأمريكي منه والأوروبي، وتغيير صورة اليهودي في عينه وفكره، من ذلك الإنسان البخيل، الخبيث، الماكر، الجشِع، سفاك الدماء، الأناني والجبان إلى صورة الإنسان الذكي، الشجاع، العبقري، المثابر، المخترع، العالم، الطموح والإنساني؟! ويقول المؤلف: إن نجاح اليهود في ذلك لم يكن من قَبيل المصادفة، مثلما أنه لم يتم بسهولة، وإنما تحقق نتيجة سنوات طويلة قضاها اليهود في التخطيط والتهيئة، وبذل جهود مضنية لتنفيذ تلك المخططات، ومما أورده هنا قول الحاكم اليهودي "راشورون" في خطاب ألقاه في مدينة براغ عام 1869م:"إذا كان الذهبُ هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم، فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية". وعندما انعقد المؤتمر الصِّهْيَوني الأول في بال، كانت صورة اليهودي في نظر الرأي العام العالمي صورة كريهة؛ فقد كان رمزًا للجشع والطمع، والمكر والخُبث، والأنانية والحقد، وكان اليهود في كل مكان يوجدون فيه موضع احتقار الناس وكراهيتهم بسبب احتكارهم لمعظم الفعاليات الاقتصادية التي تتحكَّم في أقوات الناس، وكانت الشخصية اليهودية الكريهة مثار التندُّر والتهكُّم في المجتمعات الأوربية قاطبة، وكان الشعراء والأدباء يكرسون كراهية الناس للشخصية اليهودية في الكثير من شِعرهم وإنتاجهم الأدبي، وكانت رواية "تاجر البندقية" لشكسبير، التي يمثل فيها التاجر "شيلوك" الشخصيةَ اليهودية الجشعة الحاقدة، 

شارك الكتاب مع اصدقائك