، مروراً بيتمه وانقطاعه للعمل المتواضع في مساجد دمشق، انتهاءً بلزومه العلم كبيرا بعد أن تكفّل الإمام الفخر بن عساكر بنفقته، فبزّ أقرانه، وبرع في علمه الدين والدنيا ، فعدّ حجة على عصره. على الرغم من الإغراءات التي حاصرت الإمام العزّ بن عبد السلام، إلاّ أنه بقي على موقفه لا يغريه مال، ولا يفتنه جاه، ولا يرهبه عذاب أو سجن أو نفي أو غضب سلطان، فقيد له أن يتبوأ أهم مناصب الإمامة والقضاء والتعليم في دمشق ومن ثم في القاهرة حيث حارب كلّ بدعة، وتصدّى لكل ظلم ، وردّ المظالم لأهلها، وأقام على مبادئه وعلمه حتى وافته المنية، وعمره 83 سنة، وهو في حلقة علم يفسّر إحدى الآيات القرآنية، بعد أن قضى عمره يحرّض المسلمين والولاة على الجهاد، ويسبقهم إلى ساحة الوغى، ويشهد نصر المسلمين العظيم على جيوش الصليبين في مدينة المنصورة، ونصر المسلمين التاريخيّ على التتار في معركة عين جالوت.
