كتاب الفحص النفسي

مصطفى حجازي

علم النفس

إن المؤلفات التقينة في علم النفس عديدة جداً بهذا الصدد (الفحص، أو العلاج). فبالإضافة إلى الكتب التي تعالج الروائز والقياس النفساني على مختلف أنواعه، هناك بعض المؤلفات حول علم النفس العيادي، وأخرى حول هذه الطريقة

  أو تلك من طرق المقابلة النفسانية. إلا أن هذه جميعاُ على أهميتها، لا تعالج مباشرة ممارسة الاختصاصي النفساني في شقيها الرئيسيين بشكل كاف في الشمول على المستوى العلمي التطبيقي، أو على مستوى الفلسفة التي يجب أن تحكم هذا العمل والمبادئ المهنية والخلقية التي يجب أن توجهه. لذلك فإن المقابلة بين قراءتنا حول هذا الموضوع، وبين مشكلات ممارستنا العيادية اليومية في مختلف الميادين، وفي كل أنواع المؤسسات تقريباً ولسنوات مديدة، كانت تزيد من احساسنا بالهوة الكبيرة بين المنشورات النظرية، وبين التطبيق. وضرورة وصل الهوة وربط النظرية بالتطبيق، وتكييفها من أجل الإرتقاء به، هو الذي حدا بنا إلى وضع هذا المؤلف. فيه نستعرض خطوات الفحص النفساني من الناحية التقنية تبعاً لتسلسلها في الممارسة. ونشرح بتطويل نسبي ما نعتبر أنه ركيزة هذا الفحص، الالتماس العيادي لتطبيق الروائز، اكثر من اهتمامنا بعرضها من ناحية القياس النفسي، (فهذا متوفر بغزارة في مختلف المؤلفات الموضوعة لهذا الغرض). قبل الإلتماس العيادي، وبعده تجابه الاختصاصي مهام اساسية، تتوقف نتائج عمله، على مستوى امتلاكه لتفصيلاتها وتمسكه بإجراءاتها، أهمها: الإعداد للفحص النفساني على مستوى الإطار المادي، ومستوى العلاقة التفاعلية، واستخلاص النتائج واسسه الفنية، وكتابة التقرير بمشكلاته وقواعده الخلقية. ومع أن الحديث يبقى عاماً على مستوى الفحص إلا أنه يتركز خصوصاً حول حالات الأطفال، ولهذا السبب كان لا بد من وقفة حول الأساليب العيادية المساعدة في فهمهم (وهي اللعب والرسم).  

شارك الكتاب مع اصدقائك