كتاب النبي بقلم جبران خليل جبران .. في مدينة أورفيليس الساحرة ✨، عاش النبي "المصطفى" اثني عشر عامًا، ينتظر عودة سفينته إلى موطنه. وذات يومٍ مشرقٍ، لمحت عيناه 👁️ سفينته تلوّح في الأفق، فتهلل قلبه شوقًا للرحيل. لكنّ المدينة التي احتضنته طويلًا، غرست جذورها في روحه، وبات الرحيل مُرًّا كلفحة💔.
بينما هو يودّع مدينته، أحاط به الناس من كلّ حدبٍ وصوب. سألوه، توسّلوا إليه أن يبقى، لكنّ البحر يناديه، والسفينة جاهزة للإبحار. عندها تقدمت "المِطْرة"، عرّافة المدينة، وطلبت منه أن يُطرّز لهم من حكمته عباءةً يلتحفون بها في غيابه.
هنا انطلق النبي بكلماته، كأنشودةٍ سماويةٍ تهبط على الأرض. تحدّث عن الحب، الزواج، الأبناء، العطاء، العمل، الفرح، والألم... كشف لهم عن أسرار النفس، وزيّن لهم طريقهم نحو الجمال، وأرشدهم إلى واحة الروح في رحاب الدين.
وفي الختام، ودّعهم وداع العاشق لوطنه، تاركًا في قلوبهم أصداء حكمته، ونورًا ينير دروبهم.