كتاب بذور الرشد: تفسير سورتي الملك - القلم

محمد باباعمي

التفاسير

كتاب بذور الرشد: تفسير سورتي الملك - القلم للمؤلف محمد باباعمي يعجب التالي للسورة العظيمة، سورة الملك، من الصلةِ الوثيقة بين بديع صنعِ الله في الكون، وعملِ الإنسان المتراوح بين الإيمان والكفر، بين الطاعة والمعصية، بين القرب والبعد، بين التصديق والتكذيب... فمن تعلَّم "فنَّ النظر إلى خلق الله تعالى، وإلى السموات والأرض..."،

  ومن داوم على عبادة "إرجاع البصر... كرَّة ثم كرَّتين"، ومن اكتشف سرَّ التناغم بين ما خلق الله جل جلاله، ومن علم أن لا اختلاف ولا تفاوت بين خلقٍ وخلقٍ... استمع إلى النذير، وخشي الرحمن بالغيب، وعمَر الأرض طاعة وعبادةً، ولم يأمن من عذاب الله تعالى ومكرِه... ولا يختلف اثنان –كما تشير إليه سورة القلم- أنَّ التسوية بين المسلم والكافر، بل وتفضيلَ الكافر على المؤمنِ لاعتبارات جائرةٍ، وبمعايير خائرةٍ، باتَ سمةَ هذا العصر؛ حتى ذلَّ صاحبُ الحقّ وتجبَّر صاحب الباطل؛ وعزَّ الظالم وهان المظلوم؛ ولكأننا في عهد سيدنا نوح عليه السلام، والناسُ يسخرون منه ويسخرون ممن معَه؛ أو في العهد المكّي الأوَّل والمسلمون مستضعَفون مُهانون، لا يملكون صَرفا ولا عدلا، قولا ولا فعلا؛ إلاَّ انتظار المدد من السماء، والعون من رب الأرض والسماء... وفي مثل هذه الحال، لا بدَّ من الصبرِ، ذلك أنَّه بالصبر تـُختصر المسافات، وتُـنال الغايات، وتُبلغ المقاصد كاملةً، ويأتي النصر مؤزرا... فلنلذ إليه سبحانه، ولنقصد بابه وحده جل في ثنائه..

شارك الكتاب مع اصدقائك