الدلالات القطعية والبراهين الشرعية على وجودهم من الكتاب والسنة وما أجمع عليه أهل العلم في بيان خلقهم وتنوع أصنافهم، كما استهدف الكتاب من خلال عرضه لمسألة الجن تصحيح المفاهيم الخاطئة التي نشرها الفكر الخرافي عن هذه العوالم لتتفق ومجمل البيان القرآني المنزَّل في حقهم، والتأكيد على أن الحديث عنهم لا ينبغي أن يتم تناوله إلا من خلال الأدلة القطعية الموثقة بصريح الكتاب وهدي السنة ولا شيء غيرهما. وعندما يكون الحديث عن الجن قائمًا على محض الخيال؛ فإن الخرافيين من الناس يطلقون العنان لفكرهم حتى يتخيلوا عنهم ما لا أصل له في الدين، ذلك عندما يقولون بولوج الجن جسد الإنس، حتى التبس على كثير من الناس موضوع الصرع، الذي هو مرض نفسي، على أنه سكون للجن في أجساد بني آدم، مستدلين على ذلك بالضعيف من الحديث، لذلك جاء البيان القرآني مصححًا لأوهام كثيرة في نفوس المخاطبين به عندما وضع حقيقة هذا الخلق المغيب في موضعه الصحيح بلا غلو ولا اعتساف في مواجهة فريقين من الناس.. أولهما: هؤلاء الذين غمرت الأوهام قلوبهم وسيطرت الخرافات على أفكارهم حتى قالوا عن الجن ما لم يأت الله به من سلطان، وخالفوا النهج القويم للدين. وثانيهما: الذين أنكروا وجود الجن أصلا بتقولهم أن الحديث عن هذا الخلق المغيب هو حديث الجهل والشعوذة، والمنكر لكلام الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم كافر لا محالة. وعندما يقيم الكتاب محورية البحث فيه حول تحديد المنهج التطبيقي الصحيح لمواجهة المسلم المستمرة مع الشيطان؛ فإنه يطرح من خلال ذلك ثلاثة توجهات رئيسة، أولها عن المقدمات الضرورية للوقاية والحفظ، وثانيها عن التوقي والاحتراز من غوائل الشيطان، وثالثها عن العلاج الأمثل للوقاية من أذى شياطين الجن والإنس على السواء..
