كتاب حجر أحمر في منهاتن

كتاب حجر أحمر في منهاتن

تأليف : يوسف المحيميد

النوعية : مذكرات وسير ذاتية

حفظ

هل تنصح بهذا الكتاب؟

كتاب حجر أحمر في منهاتن بقلم يوسف المحيميد..أقبلت من بعيد ست نساء متشابهات، شعورهن الناعمة مسدلة، ويغطين أعينهن بنظارات شمسية سوداء، وعباءاتهن لا تخفي تفاصيل أجسادهن، جئن صوبي، ثم تقدم نحوهن الشاب وفتح مظروفه، وصار يُخرج أوراق كل واحدة منهن، ويطلب منها أن توقع نموذج الطلب المكتمل، وفجأة أصبح أمامي ستة أفراد بدلاً من شخص واحد. جوازاتهن مدون على أغلفتها: المملكة المغربية. سألت نفسي: هل هن خياطات مغربيات سيذهبن إلى أمريكا كسائحات؟ وهل الشاب الأنيق كان مجرد معقب؟ لا أبداً، توصلت أخيراً إلى أنه مدير أو مشرف على قصر أمير، وهؤلاء النسوة عاملات في القصر وسيسافرن مع مولاهن إلى أمريكا.
كتاب حجر أحمر في منهاتن بقلم يوسف المحيميد..أقبلت من بعيد ست نساء متشابهات، شعورهن الناعمة مسدلة، ويغطين أعينهن بنظارات شمسية سوداء، وعباءاتهن لا تخفي تفاصيل أجسادهن، جئن صوبي، ثم تقدم نحوهن الشاب وفتح مظروفه، وصار يُخرج أوراق كل واحدة منهن، ويطلب منها أن توقع نموذج الطلب المكتمل، وفجأة أصبح أمامي ستة أفراد بدلاً من شخص واحد. جوازاتهن مدون على أغلفتها: المملكة المغربية. سألت نفسي: هل هن خياطات مغربيات سيذهبن إلى أمريكا كسائحات؟ وهل الشاب الأنيق كان مجرد معقب؟ لا أبداً، توصلت أخيراً إلى أنه مدير أو مشرف على قصر أمير، وهؤلاء النسوة عاملات في القصر وسيسافرن مع مولاهن إلى أمريكا.
في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر...
في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر، المعركة الأولى في الإسلام، والتي انتصر فيها المسلمون. بعد أن بلغ عاماً واحداً انتقلت أسرته إلى حي عليشه الجديد، وهناك عاش طفولته ومراهقته وأول شبابه، حتى الواحدة والعشرين، وقد تخللت طفولته أيام مؤرقة، شارف فيها على الهلاك، لعل أصعبها إصابته بالحصبة الألمانية في السنة الثانية من عمره، والتي كادت أن تقضي عليه، ودخل فيها مرحلة الخدر والصوم الكليّ عن الأكل: "لقد كان الخس الأخضر في حديقة البيت هو نبتة الحياة" هكذا قالت أمه، وقد عاد مرة أخرى من الموت، فصارت تلك النبتة أهم عناصر الوجبة الغذائية لأمه حتى بلغت السبعين من العمر. في السادسة من عمره، أصيب المحيميد الابن الأكبر، مع شقيقيه بتسمم حاد، نقلوا على إثره إلى مستشفى المركزي في الشميسي، فخرج بعد شقيقه الأوسط، بينما مات شقيقه الأصغر في السنة الثانية من عمره، وأصيبت الأم بصدمة كبيرة، جعلها أكثر خوفاً وقلقاً عليه، لكن ذلك لم يلغ وقوعه فريسة سهلة للأمراض. التحق في السابعة بمدرسة الجاحظ الإبتدائية في حي "أم سليم"، وكان يقطع مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات من حي "عليشة" إلى "أم سليم"، بصحبة أخوه من الأب، وابني عميه الذين يكبرونه في العمر، ويشاركونه في الصف الأول الإبتدائي. وفي الصف الخامس الإبتدائي انتقل إلى مدرسة القدس الإبتدائية في حي "عليشة"، التي كان بابها الغربي يقابل باب منزل أسرته تماما.

هل تنصح بهذا الكتاب؟