كتاب حنوش، من الكوفة إلى مدريد حكايا وانطباعات pdf بقلم زياد طارق العتائقي....اللوحة هي المحصلة النهائية لعوامل الشعور واللاشعور و ما قبل اللاشعور هذه العوامل تتصارع فيما بينها متخذة من شخصية الفنان ساحة صراع يحتدم تارة ويخبو تارة أخرى. في هذا الكتاب قرأت أعمال حنوش بصفتها مظاهر تعبيرية فوجدت جذور تلك المظاهر متأصلة في نفسه مذ كان طفلا يغمره حنان
الأمهات حتى صار يافعا يعبث بلحية جده نهر الفرات فيشرب منه قِدمه وأصالته وسفره البعيد الدائم ليهمس في إذنه الغربة. فتدرب على الغربة ببغداد حتى صار ينشد غربة كغربة الفرات يتقلب بين الأزمان شاهد عصر عتيد، فراح إلى غربة تبعد عن بلدته الكوفة التاريخية آلاف الكيلومترات وهو يحمل معه آثار التنشئة الأسرية والاجتماعية لينفثها أعمالا بلغ عددها أربعة آلاف لوحة تجلت فيها مظاهر تعبيرية أصلها الشعور واللاشعور وما قبل اللاشعور. حكاية حنوش في هذا الكتاب أصيلة أخذتها من فمه مباشرة ومن زمالتي له في معهد الفنون الجميلة ببغداد، فرويتها معطرة بعبير الفرات الأوسط الذي تشرفت بالولادة والعيش فيه إلى يومنا هذا. لذا آمل أن يكون هذا الكتاب مرجعا تاريخيا لحياته وترانيم شرقية همستها بأذني لوحاته.
