
حين مر الخريف على هذا المجتمع المنكوب، سقطت بكل يسر أوراق الشجرة التي طالما حجبت ظلالها عن أفراده حقيقة ما إعتقدوا أنها مسلمات. فأفلتت الهمجية من عقالها، وإنهارت كل الأصنام واحدة تلو الأخرى، وبصقوا أبشع ما في جوفهم دون خوف أو خجل. ولم يفلح التدين والوطنية والقيم والعادات والشرف المختوم على جباههم في لجمهم؛ لأن طاعة الغرائز أضحت أكثر أهمية وقداسة. وكما تصر الأم على أن إبنها مهما كانت قدراته، يستحق أن يرتبط بأجمل الجميلات وينجب أذكى السلالات، آمن أولئك المساكين الذين إختلطت الحقيقة بالخرافة في لاوعيهم عبر القرون السحيقة، بأن الكون بنجومه وكواكبه ومجراته إنما يدور حولهم، وأن الحياة تبدأ من عندهم وتنتهي معهم، وأن العالم خارج حدودهم لا هم له سوى أن يتبنى روايتهم ويلملم جراحاتهم. ثم رحل الخريف كعادته مع من رحلوا. ولبست أغصان الشجرة أوراقها الزاهية من جديد. ففقد الناس ذاكرتهم إراديا، وألقوا بتجاربهم السابقة تحت عجلة الحياة لتدهسها، وقاموا بتلميع أصنامهم من جديد. هذه الصفحات، توثيق لتجارب شخصية، وقعت في إحدى الحروب، أكتبها لنفسي، ولمن يصرون على عدم النسيان.
حين مر الخريف على هذا المجتمع المنكوب، سقطت بكل يسر أوراق الشجرة التي طالما حجبت ظلالها عن أفراده حقيقة ما إعتقدوا أنها مسلمات. فأفلتت الهمجية من عقالها، وإنهارت كل الأصنام واحدة تلو الأخرى، وبصقوا أبشع ما في جوفهم دون خوف أو خجل. ولم يفلح التدين والوطنية والقيم والعادات والشرف المختوم على جباههم في لجمهم؛ لأن طاعة الغرائز أضحت أكثر أهمية وقداسة. وكما تصر الأم على أن إبنها مهما كانت قدراته، يستحق أن يرتبط بأجمل الجميلات وينجب أذكى السلالات، آمن أولئك المساكين الذين إختلطت الحقيقة بالخرافة في لاوعيهم عبر القرون السحيقة، بأن الكون بنجومه وكواكبه ومجراته إنما يدور حولهم، وأن الحياة تبدأ من عندهم وتنتهي معهم، وأن العالم خارج حدودهم لا هم له سوى أن يتبنى روايتهم ويلملم جراحاتهم. ثم رحل الخريف كعادته مع من رحلوا. ولبست أغصان الشجرة أوراقها الزاهية من جديد. ففقد الناس ذاكرتهم إراديا، وألقوا بتجاربهم السابقة تحت عجلة الحياة لتدهسها، وقاموا بتلميع أصنامهم من جديد. هذه الصفحات، توثيق لتجارب شخصية، وقعت في إحدى الحروب، أكتبها لنفسي، ولمن يصرون على عدم النسيان.
المزيد...