كتاب دروب في الزمن الصعب

عبد المجيد زراقط

الفكر والثقافة العامة

كتاب دروب في الزمن الصعب بقلم عبد المجيد زراقط..يقدِّم هذا الكتاب قراءات في نماذج من الرِّواية العربيَّة، كُتبت في أوقات متباعدة، ما يعني أنَّ الرِّوايات، موضوع القراءة، غير منتقاة من منظور معيَّن لتؤيِّده، وأنَّ دلالاتها تكشف الواقع المجتمعي الذي تمثَّله الرِّوائيون، ومثَّلوه نصوصاً روائيَّة. وقد جاءت هذه القراءات لتبيِّن هذه الدَّلالات وقبل ذلك البنى الرِّوائيَّة التي تنطق بها، وقد بدا واضحاً أنَّ القضيَّة المركزيَّة، في الرِّواية العربيَّة المعاصرة، تتمثَّل في ما يأتي: أوَّلاً، في حدوث الفَقْد على غير مستوى، ما جعل بعض الرِّوايات تصف العالم بــ"عالم العجب والجنون"، وبــ"شوارع هذا العالم كما الغابة" يشعر فيها المرء بأنَّه "فأر".


وثانياً، في وعي هذا الفَقْد، ما عزَّز الشعور بقسوته وضرورة تعويضه، وثالثاً، في العجز عن القيام بهذا التعويض، ما أفضى إلى حدوث الخيبة، والإحساس بأنَّ الحياة فارغة، وبأن لا مكان في هذا العالم صالحاً للوجود الفاعل وتحقيق الذَّات، ورابعاً، في الخروج إلى ميادين بديلة يغالب فيها الإنسان ما بدا قَدَراً لا فكاك منه، وذلك ليتمكَّن من العيش، وإتخاذ موقع يؤدِّي منه دوراً، ولو من طريق العشق، أو الجنس، أو الوهم، أو الحلم، أو الهجرة...

أما خامساً، في الخروج إلى تعويض الفَقْد، وهو الخروج المتمثِّل في المقاومة لـ"الوجع العظيم" و"الداء المستحكم"، وهذه المقاومة، كما بدا هي الدَّرب الوحيد الذي يحدث تحوُّلاً تاريخيَّاً، يغيِّر هذا العالم، ويتيح للإنسان أن يحيا حياة حقيقيَّة.

وقد تمَّ تصنيف هذه الرِّوايات في خمسة محاور: أوَّلها: في سبيل خلاصٍ مؤجَّل، وثانيها: الطَّريق إلى الوطن وتحريره، وثالثها: خطاب الخيبة المهيمن، تقنية الخروج إلى المحظور الجنسي، ورابعها: الهجرة: الوطن / المنفى والمنفى الوطن، وخامسها: لعب الخروج من القدر الإنساني، الشخصيَّة الأنموذج في روايات حسن داود. 

شارك الكتاب مع اصدقائك