كتاب ديوان العقاد

عباس محمود العقاد

الشعر

بحر بلا انتهاء! هذا هو الذي بين أيدي القراء: موج فوق موج، ودفاع بعد دفاع، ورغوة من ورائها رغوة، وحركة في إثر حركة، وأواذي مصطفقة، ورياح مصطخبة، ومد وجزر وضوضاء، كأنما انطلقت شياطين الأرض تعوي،

  وظلام بصد العين عن النظر، وصفا ضفاف يغري بالخوض والسبح، وسحب ترق وتكشف وتتفرق وتتجمع وتهضب ثم تقلع. كأنما أراد العقاد أن ينبه القارئ إلى ما ذكرنا من أن ديوانه صورة من حياته تمثل أطوار نفسه وحالاته وتنقل خوالجها فاستهله بهذه الأرجوزة القصيرة التي سقنا لك منها بيتين، والتي يدفع بها كتابه إلى أيدي القراء كما تدفع المدرعة إلى المحيط، ثم وزع أجزاءه على مدار الحياة، فالأول: يقظة الصباح الندي بالأمل والعزم والحرارة والفتوة، والثاني وهج الظهيرة ويا له من وهج وما أحماه وقدة وأهولها دعكة.  

شارك الكتاب مع اصدقائك