كتاب روح ملتهبة المفاصل

كتاب روح ملتهبة المفاصل

تأليف : دنيا محمد مصطفى

النوعية : مجموعة قصص

أتعلم يا صابر؟ أنا امرأة ذات قلب مشوه، قلبي قبيح عبثت في وجهه التجارب؛ لذا تجدني دائما أتجنب الحب. أسير وأنا أواري قلبي في حنايا صدري كخطيئة، وأخاف أن أقع لأحدهم؛ فتبدو سوءتي ولا أجد ورقا أخصف علي منه؛ لأواريها. لذا كلما كان يأخد الوضع منحنا جادا كنت تجدني أتسرب بنعومة من بين أصابعك، أمتزج بالهواء وأتلاشى كأنني لم أكن يوما.
أتعلم يا صابر؟ أنا امرأة ذات قلب مشوه، قلبي قبيح عبثت في وجهه التجارب؛ لذا تجدني دائما أتجنب الحب. أسير وأنا أواري قلبي في حنايا صدري كخطيئة، وأخاف أن أقع لأحدهم؛ فتبدو سوءتي ولا أجد ورقا أخصف علي منه؛ لأواريها. لذا كلما كان يأخد الوضع منحنا جادا كنت تجدني أتسرب بنعومة من بين أصابعك، أمتزج بالهواء وأتلاشى كأنني لم أكن يوما.
هُنـا امرأةٌ تَسطـو علىٰ اللغةِ وتُـروّض الكلمات.

هل تنصح بهذا الكتاب؟

2025-06-05

2025-06-05

حبيت جدا الأفكار المختلفة لكل قصة بالذات القصة الأخيرة اللي الأسلوب وكل حاجة كان مفاجأة بالنسبة ليا.
المجموعة كلها لذيذة جدا وكانت أول مرة اقرأ الأسلوب السردي ده ويعجبني! وحقيقي حلوة جدًا.

2025-06-05

ليست هذه مجرد مجموعة قصصية عابرة، بل هي تحفةٌ أدبيةٌ نادرة، تتجلَّىٰ فيها براعة الصياغة وجمال البيان في أبهى صورهما، كل قصة منها تتشحُ بلغةٍ عربيةٍ فصحى جزلة، يتبدَّىٰ فيها السبكُ المتين، وتنبني على ركائز بيانية راسخة، تُعلن عن كاتبةٍ تُعلي من شأن الهوية الفكرية، وتُجيد الرَّسف في بحور اللغة برسوخٍ نادرٍ ووعيٍ عميق.
اختيار المفردات في مواضعها لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعناية تُحسد عليها، بما يُدلِّل على ذوق بلاغيٍّ رفيعٍ، وإحساسٍ عالٍ بوقع الكلمة وأثرها.
كل قصة أقوى من أختها، وكل فكرة أعجب من سابقتها؛ ودنيا هنا لم تكتب كلماتٍ فحسب، بل جسَّدت أفكارًا مهيبة، بلغةٍ مكثَّفةٍ رصينةٍ، تنبض بالمعنى وتفيض بالمشاعر..
أما القصة الثانية على وجه الخصوص، فقد مستني في مواضع لا تطالها اليد، إذ كانت مشحونةً بفيضٍ شعوريٍّ غامر، عبَّرت فيه عن صوت الكثيرين، حتى بدا وكأنها كتبت بلسان الأمة، لا بلسان فرد.

حقًّا، هذه ليست مجرد قصص تقليدية، بل هي ابنة هذا الواقع المُر، ومرآةٌ تعكس آلامه وتحدياته، وقد أبدعت دنيا-أيما إبداع- في تجسيد هذا الواقع، وأثبتت أنها مشروع كاتبةٍ فذَّةٍ واعدة، ليست كتابتها عبثًا ولا تسلية، بل رسالة وأمانة.

فبارك الله في دنيا، ورفع بها شأن الكلمة، ونفع بها الأمة.

2025-06-05