كتاب فلسفة النوابت

علي فتحي

الفلسفة والمنطق

- ما معنى أن نتفلسف من الموضع الروحي الذي يخصّنا ؟ إننا لم نفهم هذا السؤال إلى حد الآن إلا من زاوية " قراءات التراث " . و الحال أن هذا الحصر غير مبرر إلا تجوزاً . إن مقصودنا هو الزج بإمكانية التفلسف التي بحوزتنا ، من حيث هي واقعة لا تجد معناها إلا في نفسها ،

  داخل الأفق الإشكالي الذي رسمته الفلسفة المعاصرة ، ليس بما هي فلسفة " غربية " ( فذلك مزعم لا فلسفيّ لا يصمد أمام المساءلة التاريخية ) ، و إنما بما هي تقليد في التفلسف دفع بأسئلة الميتافيزيقيا التي عمل على نطاقها الفارابي و ابن رشد إلى مداها الأقصى . - كيف نفكر في الإنحسار التاريخي للعرب اليوم ، لا بمقتضى ما يقولونه عن أنفسهم ، بل في ضوء الإشكالية الأساسية للفلسفة المعاصرة من حيث إنها تجد في مسألة " نهاية الميتافيزيقيا " أفقها الخاص ؟ - لقد كان الفيلسوف ، في تاريخ الحقيقة الذي تأسست عليه ثقافتنا ، دائماً ، فيلسوفاً " نابتاً " أي كائناً لم يجد لنفسه مستقراً ، فإذا هو مضطر في كل مرة إلى استحداث التشريع الروحي الذي يجعل وجوده ممكناً . بيد أن وضعية " النابت " هذه التي فكر بموجبها الفلاسفة العرب ، إنما هي - حسب إفتراضنا - الوضعية الراهنة للفيلسوف المعاصر بعامة ، الفيلسوف الذي وجد أن عليه أن يتفلسف في عصر " نهاية الميتافيزيقيا " ، تساوى في ذلك " نوابت " الغرب و العرب - إن العالمية إمتحان عسير لمن يفكر في ظل ثقافة فقدت جزءاً كبيراً من ثقتها في عصر و في نفسها في آن . و ليس يعيد هذا النحو من الثقة مثل المساءلة الفلسفية . ذلك هو بعامة الغرض من هذا الكتاب 

شارك الكتاب مع اصدقائك