كتاب ما تغير الحال ولا الخال

أحمد علي سليمان عبد الرحيم

الشعر

كتاب ما تغير الحال ولا الخال PDF بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (اعتادَ هذا الخالُ الطيبُ البَذولُ الشهمُ أن يُعين ابن أخته المعيلة على صعوبات الحياة! فأنفقَ من جيبه ومقتنياته الشخصية ما الله به عليم! كما عرَّض نفسه لمخاطر شتى من أجل أن يُحقق هذه الغاية: ( إعانة ابن أخته الفقير). فجاد برأس المال النقدي والعيني عن طِيب نفس! فجاد بالفلوس والجواكت الفاخرة والأقمصة الراقية والأقلام النفيسة وقنينات العطور والأجندات وغير ذلك لرؤية ابن أخته في أبهى صولاة وأرقى حال! وشارك مشاركة إيجابية فاعلة بكل رشد وروية في حل المشكلات دون من أو ضرب أو أذى أو عُقوبة! وشرح دروس اللغة الفرنسية ، والتشجيع الدائم على التفوق وإحراز المستقبل الرائع الأمثل! ودارت الأيامُ دورتها وتخرج هذا الابن من الجامعة ، بفضل الله تعالى أولاً وآخراً ، ثم بفضل هذا الخال وتشجيعه ودعمه! ثم تعسَّرَ هذا الابن جداً في مشروع زواجه ، ووصل مع أسرته إلى طريق مسدود في القبول بزوجةٍ اختارها ورفضوها جميعاً ، وفشل في إقناعهم! فذهب إلى خاله مستعيناً به في إيجاد حل! فاصطحب الخال أخاه وأبيه! وانطلق ابن الأخت مصطحباً جده وخالاه ، وذهبوا جميعاً للأسرتين: أسرة العريس ، وأسرة العروس! وتم التوفيقُ بين الجميع ، وفتح الطريق لإكمال المسيرة! وعاد الخال ، وتم الزواج! واستمر الحال عاماً بأكمله ، ثم لاحت فرصة لابن الأخت للسفر إلى الخليج ، وتعشم الخال الشهم البذول ردَّ الجميل من ابن أخته! خاصة وأنه بدأ يرسل بتأشيرات الزيارة والعمل لأناس من العائلتين! فعتبَ الخال على ابن أخته عتاباً أعقبته قطيعة دامت عقداً! وكان اجتهاد ابن الأخت أن الخال في وظيفة مرموقةٍ براتب معقول نسبياً في بلده! فكيف به يكون سبباً في تسفيره إلى بلد يعيش فيها غريباً شريداً! ولم يهتد إلى أن يعطي الفرصة لخاله ليجرب حظه كما يقولون! وبعد عقد عاد ابن الأخت ليفصل وليبين وليشرح السبب وراء تصرفه ، ولكن لم يعطه الخال الفرصة لإزالة ما في النفوس من رواسب! فكتب في ذلك التصرف قصيدة عنوانها: (تغير الحال أم الخال؟) ، ثم عاد ابن الأخت لخاله بعد عقدين من القطيعة ، ليجد خاله على ما كان عليه من الخؤولة والأبوة والحيدة والموضوعية! ففرح بذلك فرحاً عظيماً ، إذ رحَّبَ به خاله ، وكأن شيئاً لم يكن! فكانت هذه القصيدة ترجمة لهذا اللقاء: (ما تغير الحال ولا الخال!) ، لتأخذ صورة الاعتذار اللطيف وبدء صفحة جديدة !)

شارك الكتاب مع اصدقائك