كتاب مساحة لعن شاغرة

فاضل الجابر

الشعر

كتاب مساحة لعن شاغرة بقلم فاضل الجابر..‏يواصلُ الشّاعر (فاضل الجابر) مدّ خطِّهِ وخطاه على وَرقةِ إبداعٍ آخر يلحق بمجموعتهِ الأخيرة (وحيدا في امتداد خطاك) الذي سبقه (متسع للرحيل) في سلسلةَ نجاح لا تنضب، لكن هذهِ المرّة تختلف.. هذه اليد التي بحوزته.. التي برعتْ بمهارةٍ في ضربِ أوتار الشعور فترتجف كلّها بلحنٍ لا ينقطع.. يتفرّد (الجابر) وحده أمام الكلمات بعصًا رفيعة .. يبدو تماما كمن يقف أمام أوركسترا الأحداث والماضي ، بطل الرواية وحبيبته معا في : (مساحةُ لعنٍ شاغرة) .. هذه اليد كيف صبرت حتّى الآن عن عزف كلّ هذا ؟ كيف لها أن تنتقل من مشهد لآخرَ بكلّ هدوء آسرةً مرّة وأخرى سالِبةً حواس القارئ كاملةً ليعيشَ الأزقّة والأحياء تارّةً ويموتَ غرقا بما يرتكبه الكاتب بحدّةِ ذكاء لغتهِ الفريدة للغاية تارّة أخرى!

في فترةٍ صار فيها الأدب لغةً مستهلكة ومكررة، كانَ لأسلوبه يدُ الدّهشة التي تشدّك مُمغنطًا في قراءةِ المزيد بشراهة حتّى تنهي قراءتها في جرعةٍ موجعةٍ واحدة ولا تكتفي؛ جعلَ من الصور والمشاهد ما يدوي في فضاء العقل ويذيب جدار القلبِ أسًى ولوعةً .. الروايةُ التي تظنّ أنك تنتمي إليها بشكل أو بآخر، ولا تكتفي بقراءتها مرّةً واحدة! في تقاطعها مع أزمنةٍ كنتَ جزءًا منها أو من أمكِنتهَا، تظنّ حينًا أنّه يعنيك ولا يعنيك، يحكي عنك ويلقي بضوءِ فكرته ليسلّط على شعورٍ كابدته فيجعلك حينا تظنّ أنّك بطل هذه الرواية أو ربما أحدُ أشخاصها!
‏تأخذُ شكلَ تاريخٍ لتراثِ قريّةٍ جغْرَفَهَا حرفه بالبَحرِ وويلاته ونجَوى الواقفين أمامه.. وشكلَ الحاضرِ الذي ينكأ وجهَ الماضي فينزف حنينا وشوقًا!
‏أنهى الكاتب والشّاعر (فاضل الجابر) إعداد الرواية (مساحة لعن شاغرة) وبانتظارِ إصدارها قريبا إن شاء الله لتحظى بمكانتها العالية على رفوفِ قرّاءه ومحبّيه ومتابعيهِ جميعًا .

‏من كان لها شرفُ القراءة : زهراء رضا . 

شارك الكتاب مع اصدقائك