كتاب مشروع الشرق الأوسط الكبير

أبو محمد عاصم المقدسي

الفكر والثقافة العامة

كتاب مشروع الشرق الأوسط الكبير بقلم أبو محمد عاصم المقدسي.. إلى المتاجرين بالديمقراطية والحقوق والحريات ما آتانا الله خير {بل أنتم بهديتكم تفرحون}

بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الإتحاد السوفيتي واندحاره، وتفرد أمريكا على إثر ذلك كقوة مهيمنة على المجتمع الدولي وسقوط أفغانستان تحت حكم الأمريكان، ومن ثم سقوط النظام القمعي الطاغوتي في العراق، وتعالي صيحات الدمقرطة التي عم صداها بلاد المسلمين اليوم في ظل الدكتاتوريات الحاكمة باسم الغرب في بلادنا، بدأت أمريكا بفرض ثقافتها بالقوة ومن خلال إقامة نظام ديمقراطي في العراق بالطعم والمقاس الذي يلائم مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل، وجعله نموذجاً يحتذى به في سائر بلدان الشرق الأوسط كما صرح بذلك دهاقنة وساسة أمريكا، وأعلنوا عن خطط ومشاريع تدعو إلى فرض إصلاحات ديمقراطية!! على الشرق الأوسط، وسُرّب ذلك تحت مسمى (مشروع الشرق الأوسط الكبير).
ومن يمعن النظر في هذه الدعوات وتلكم المشاريع الأمريكية يعلم علم اليقين أن هدفها ليس إزالة الدكتاتوريات والطغاة من بلادنا، كيف وهم من زرعوهم؟ ولا نشر العدالة والحريات الحقيقية، كيف وهم رعاة الإجرام الإسرائيلي وحماته؟
بل حقيقتها أنها محاولات يائسة من هذه الدولة الخبيثة وأذنابها لإطفاء جذوة الجهاد والاستشهاد في دين المسلمين والذي يسمونه بالإرهاب من خلال هذه المشاريع بعد أن فشلت فشلا ذريعاً من إخماده وإبطاله بجبروتها وقوتها العسكرية وبمساندة أذنابها من طواغيت الحكام في بلادنا على ذلك بكل ما أوتوا من خبث ومكر و غدر وخيانة وإمكانات...
خصوصاً بعد تفرّد المسلمين في التصدي لهذه الدولة الخبيثة وسياساتها على إثر تحول العالم إلى نظام القطب الواحد و (سقوط الراية الحمراء وارتفاع الراية الخضراء، العدو الجديد للغرب) كما صرّح أمين عام حلف الأطلسي مطلع عام 1995 م، واليوم تعلن أمريكا عن هذا المشروع... وتزامن ذلك مع إعلانها عن إطلاق قناة الحرة الفضائية التي ستحاول جاهدة إلغاء وإطفاء نار الكراهية والحقد بين الشرق والغرب لا من خلال ترك حرب الغرب للإسلام والمسلمين أو كبح جماح جرائم حليفتهم إسرائيل ورد الحقوق المغتصبة إلى أهلها، وإنما من خلال بث ثقافة الحرية!! والديمقراطية والمحبة والتسامح ونحو ذلك من المصطلحات التي تفسر وفقا لمصلحة الغرب الكافر وتسخر لتخنيث المسلمين وتدجينهم، ظناً منهم أنهم قادرون من خلال بعض برامج العهر وأفلام الجنس وثقافة الدعارة أن يمحوا جرائمهم وجرائم حلفائهم في إسرائيل وجرائم أذنابهم من الطواغيت والدكتاتوريات التي زرعوها في بلادنا ولا زالوا يساندونها بدعمهم ويرعونها بحمايتهم ما دامت قائمة بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية...ظناً منهم أنهم قادرون بمثل هذه المخططات الخبيثة على إخماد جذوة الجهاد في صدور المسلمين وإيجاد إسلام (مودرن) مدجن منزوع النكهة والدسم بلا مخالب ولا أنياب، مجرداً من السيوف والعتاد..
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32].
يريدونه إسلام ينام في أحضان واشنطن ويقبل أحذية لندن وينسحق تحت بساطير تل أبيب ويرعى مصالحها ويحمي حدودها، فخابوا وخسروا فإنهم لن يجدوا مثل هذا الإسلام في يوم من الأيام، وما عثروا عليه وحالفوه ويحاولون جاهدين تلطيخ وجهه وتزينه بمساحيق تجميلهم وجعله نموذجاً إسلامياً معتدلاً؛ أقول ما عثروا عليه من هذا الصنف في قصور كابل وأنقرة والرياض والرباط وليبيا والخليج والقاهرة وعمان وغيرها وفي المؤسسات والجمعيات والأحزاب والمنظمات والصالونات التي صنعها أذنابهم في بلادنا ليس إسلاماً بل هو ردة وكفراً وإشراكاً..

 

شارك الكتاب مع اصدقائك