كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري، وبهامشه مختصر شرح شواهد المغني للعلامة السيوطي

ابن هشام الأنصاري

الفكر والثقافة العامة

كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري، وبهامشه مختصر شرح شواهد المغني للعلامة السيوطي بقلم ابن هشام الأنصاري ....بيـن يـدي الـكـتاب[ ابن هشام الأنصاري ـ شيوخه ـ تلاميذه ـ مؤلفاته ـ جلال الدين السـيـوطي ـ مؤلَّـفاته الـنـحـوية ـ شـرحـه على شـواهـد المغني ـ مغـني اللبيب ـ أهميته ـ شـروحه ـ هذه النسخة ومنهج العمل

 فيها ]الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد … فهذه مقدمة مختصرة بين يدي الكتاب، أسأل الله أن تكون نافعة.ابن هشام الأنصاري:ابن هشام هو أبو محمد، عبد الله، جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري، المولود بالقاهرة عام 708 هـ ، والمتوفى بها سنة 761 هـ .شيوخه:تتلمذ ابن هشام على الشهاب عبد اللطيف بن المرحل، وتلا على شمس الدين ابن السراج، وسمع ديوان زهير بن أبي سُلمى على أبي حيَّان، من غير أن يلازمه أو يقرأ عليه غيرَه من الكتب، وحضر دروس التاج التبريزي، وقرأ على التاج الفاكهاني شرح الإشارة عدا الورقة الأخيرة منه، وحدث عن ابن جماعة بالشاطبية، وتفقَّه على مذهب الإمام الشافعي، ثم توجَّه إلى المذهب الحنبلي وحفظ مختصر الخرقي.تلاميذه:مِمَّن أخذوا عن ابن هشام وتتلمذوا له: إبراهيم الأميوطي، ونور الدين النابلسي، وابن الفرات، وناصر الدين النويري، وعبد الله بن مفلح المقدسي.مؤلَّفاته:ألَّف ابن هشام مصنَّفات فاق عددها الأربعين بين كتاب ورسالة، تعدُّ ثروة علميَّة في علمي النحو والصرف، لعلَّ أكبرها وأهمَّها: المغني الذي بين أيدينا، ومن أشهرها: الإعراب عن قواعد الإعراب، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد، الجامع الصغير في النحو، شذور الذهب، شرح التسهيل، شرح قصيدة (بانت سعاد)، قطر النَّدى وبلّ الصدى، شرح اللمحة البدرية لأبي حيان، وغيرها من الرسائل الصغيرة وكتب المسائل.جلال الدين السيوطي:الإمام جلال الدين السيوطي هو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري الأسيوطي، ولد في رجب سنة 849 هـ ، ونشأ يتيمًا، حفظ القرآن وهو دون الثامنة، وحفظ المتون وأصول العلوم اللغوية والشرعية، كـ(العمدة)، و(منهاج الفقه)، و(الأصول)، و(ألفية ابن مالك)، ورُزق التبحُّر في كلٍّ من: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، وفاقت مؤلَّفاته الثلاثمائة كتاب، وتوفي في جمادى الأولى سنة 911هـ .مؤلَّفاته اللغويَّة:من أشهر ما صنَّف السيوطي من كتب العربيَّة: الأشباه والنظائر في النحو، الاقتراح في أصول النحو، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع.شرحه على شواهد المغني:وضع السيوطي هذا الشرح إتمامًا للفائدة من شواهد المغني، وتحقيقًا لصحة الاستشهاد كان يذكر لكلِّ شاهد ما يتعلَّق بقائله وزمنه والملابسات المحيطة به، ويتبعه بأبياتٍ أخرى من القصيدة مِمَّا ورد شاهدًا في موضع آخر أو في مصنَّف آخر، ويورد شرحًا للألفاظ الغريبة والمشكلة، ويبيِّن موضع الاستشهاد سواء في كتاب المغني أو في غيره، إلا أنَّه مع استقامة منهجه لم يكن سائرًا عليه في الكتاب كلِّه، وكثير من الشواهد مرَّ عليها مرور الكرام دون تعليق.مغني اللبيب وأهميته:ومغني اللبيب الذي بين يديك أيُّها القارئ الكريم كتابٌ قلَّما يوجد نظيرٌ له في أي علمٍ من العلوم، فكرًا، وتنظيرًا، وتطبيقًا، فهو إبداع ٌ في النظرية النحوية قابلٌ للاستمداد منه على مرِّ العصور، وعلى اختلاف المذاهب والنظريات اللغوية، وبحقٍّ قيل عن مؤلِّفه ابن هشام إنَّه يكاد يكون ” أنحى من سيبويه ” .وهذا الكتاب واسطة العقد بين كتب ابن هشام، ويمتاز بطريقة خاصة في التصنيف، حيث جمع الأدوات والحروف مصنَّفة على حروف المعجم، وجمع شاردها وفصَّل قواعدها، ثم عرَّج على الأحكام العامَّة للجمل وأشباهها، وما يتبع ذلك من تقسيمات وتفريعات، وبيَّن القواعد الكلِّيَّة للنحو، والأخطاء التي يقع فيها المعربون.ولعلَّ مِمَّا يمتاز به الكتاب، عنايته الكاملة بربط قواعد النحو بروابط كلِّيَّة، كالمعنى مثلاً، ونظرته الخاصَّة إلى الجملة وضوابطها، وعنايته التامَّة بالشواهد من القرآن الكريم والحديث الشريف والأشعار الفصيحة وأقوال العرب وأمثالهم.أمَّا ما قصرت عنه همَّتنا في هذا الكتاب؛ لقلَّة بضاعتنا، وتأخُّر زمننا، فهو الاستطراد في التقسيمات والتفريعات، حيث تكثر أحيانًا بشكلٍ يدعو إلى التأنِّي والقراءة أكثر من مرَّة.شروحـه:نظرًا لمكانة المغني السامية بين المؤلفات النحوية، فقد توجَّهت إليه اهتمامات الشارحين والمعلِّقين والمختصرين والناظمين، إضافة إلى مَن شرحوا شواهده كالسيوطي والبغدادي وغيرهما، ولعلَّ من المتداول من هذه المؤلَّفات: حاشية الشُّمُنِّي [ت 872 هـ ] على المغني المسمَّاة ” المنصف من الكلام على مغني ابن هشام ” ، وكذلك حاشية الأمير الأزهري، وحاشية الدسوقي، ومن الشروح الكبيرة لمغني اللبيب: شرح بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني [ت 828 هـ ] المسمَّى ” شرح المزج ” ، بالإضافة إلى بعض الشروح والتعليقات التي لم تتم أو لم تُحقَّق، كتعليق الإمام السيوطي المسمى ” الفتح القريب على مغني اللبيب ” الذي وصل فيه إلى (حتَّى)، ومصنَّف ابن الملاَّ الحلبي المسمَّى ” منتهى أمل الأريب في الكلام على مغني اللبيب ” .هذه النسخةومنهج العمل فيها:والنسخة الَّتي بين يديك من ” مغني اللبيب ” عملٌ اجتهدتُ أن أخرجه بنصٍّ سليم، مُحرَّر من السقط والتحريف، ومضبوط بشكل ينفي اللبس عن كثير من المواضع، مع العناية بشكل ما يُشكل، وبعلامات الترقيم، ومن المنهج المتَّبع في إخراجه:- العزو الدقيق للآيات القرآنية.- استخلاص النكت النحوية واللغوية من شرح شواهد المغني للعلامة السيوطي في التعليق على شواهد الشِّعر، مع إتباع المنقول عنه بذكر الجزء والصفحة بين معكوفين.- وضع أرقام الشواهد الشِّعرية لما اعتمده السيوطي، وبذلك خرج من الترقيم الشواهد المكررة، وأبيات المتنبِّي والمولَّدين، والشواهد التي قُصد إلى معناها دون لفظها وتركيبها.- العناية التَّامَّة بإخراج الكتاب وتصحيح التجارب الطباعية، فقد خرج الكتاب من قبل بتحقيق لغويين أعلام، لكنَّ سوء الإخراج والأخطاء الطباعية جعلته لم يسلم من التحريف.- وضع فهارس للآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، والأمثال والأقوال، والأشعار، إضافة إلى فهرس الموضوعات.وفي الختام أسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن يغفر لي ما فيه من نقص وسهو وخطأ.والحمد لله أولاً وآخرًاد. صالح عبد العظيم الشاعرذو القعدة 1430هـنوفمبر 2009م

شارك الكتاب مع اصدقائك