كتاب مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا (11) : افغانستان

محمود شاكر

العلوم الاسلامية

• يبدأ المؤلف كتابه بـ ( مقدمة ) معتادة يتحد فيها عن كيف آلت أحوال الأمة الإسلامية من عصر الفتوحات الإسلامية و نشر الدعوة إلى عصر الانهزام و التبعية للدول الغربية و عن الأسباب التي أوجبت علينا البحث في أحوال المسلمين في كل أصقاع الأرض و التعرف عليهم ..



• يتحدث الكاتب بعد ذلك بشكل عام عن ( أفغانستان ) ، عن طبيعتها الجغرافية التي تمتاز أغلب أراضيها بأنها جبال شاهقة تتخلها الأودية التي يلجأ إليها الناس هربا من برودة الشتاء القارس ..

ثم يتحدث عن ( المناخ ) وعن الأنهار الموجودة في أفغانستان و أغلبها أنهار جارية وقت الأمطار الشدية فقط ، و عن الغطاء النباتي لأفغانستان و أشهر أشجارها و حيواناتها .

• في ( الحياة البشرية ) يتحدث عن تاريخ أفغانستان حتى عام 1973 م حيث تحولت أفغانستان من الملكية إلى الجمهورية على يد محمد داوود خان " أي قبل ثورة الشيوعين عام 1978م التي جائت بالاحتلال السوفيتي لأفغانستان "

فيبدأ بالحديث عن أصل الأفغان ( يقصد بكلمة أفغانستان بلاد الأفغان وهي حسبما اعتادوا تناقله خلال الأجيال نسبة إلى (أفغانا) وهو حفيد بنيامين بن يعقوب عليه السلام سافر مع أبنائه الأربعين عندما حلت كارثة بني اسرائيل بهم ، واتجه إلى هذه المنطقة الواقعة شرق بلاد فارس وأقاموا فيها ، ويدّعي السكان أنهم من ذلك الأصل حسبما تروي أساطيرهم )

وعن انتشار الهندوسية و البوذية فيها قبل أن يدخلها الأسلام ، وعن تتابع ظهور الدول فيها ، و عن التنافس بين بريطانيا و روسيا على استعمارها و الحروب الأفغانية البريطانية التي حررتها منهم .

و بقراءة هذا التاريخ ستقف على حجم تمسك الأفغان بدينهم وعاداتهم و ذلك حين تقرأ عن الثورة التي قاموا بها ضد أمان الله خان الذي حاول أن يغّرب المجتمع و يغير من تقاليد سكانها و عاداتهم ..

ثم يتحدث عن تركيبة أفغانستان السكانية " إذ يشكل البشتون 60% و الطاجيك 30 % بالإضافة إلى الأتراك و الهزارة و البالوخ .. " وعن لغة السكان و اهتمامهم باللغة العربية و كيف يشكل المسلمون أكثر من 99% من مجموع السكان و أغلبهم من أهل السنة و الجماعة وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة.

ثم يتحدث عن مساكنهم و لباسهم و عاداتهم و تعليمهم و تقاليد زواجهم و أعيادهم و نظام الحكم عندهم.

o يقول في احدى الفقرات : ( ولما كانت هناك ضرورات تحوج المرأة إلى العمل فإن لها أعمالها الخاصة التي يمكن أن تمارسها فالبيع و التعليم و التمريض و الطب ضمن شروط منها : الحشمة و عدم الاختلاط و الساعات المحدودة التي تخرج فيها من بيتها. فالتعليم لا يصح أن يكون مختلطاً و نصاب المعلمة يجب أن يكون بقدر نصاب المعلم تقريبا كي لا تغيب عن بيتها سوى هذا الأمد القصير ثم تعود إليه بعدها لأن الأطفال لا غنى لهم عنها في رعايتهم و تربيتهم ، وفي الوقت نفسه نستطيع أن ندفع إلى العمل ضعف عدد النساء و نعيل بالتالي ضعف عدد الأسر ، و المرأة بمسؤوليتها المادية محدودة أمام مسؤولية الرجل الملقى على عاتقه الجانب المادي بأكمله. ) فكرة عمل المرأة لفترات أقل عن طريق توظيف عدد أكبر من النساء ، فكرة جميلة.

لكنه يكمل حديثه فيقول : ( أما الأعمال الأخرى من سياسية و اقتصادية و إدارية و صناعية فهي من اختصاص الرجل ولا يجدر بها أن تنافسه عليها لأننا إن فعلنا أوجدنا عددا من العاطلين عن العمل و بالتالي جعلنا عددا من الأسر فقيرة بحاجة إلى معونة و مساعدة لأن رجالها لا يجدون عملا و بدلا من أن نخفف البطالة و نقلل من الحاجة نكون قد زدنا فيهما أو سعينا في تفاقهما و خاصة إذا علمنا أن أكثر النساء العاملات ينفقن مرتباتهن على الكماليات و الظهور الخاص بهن حسب أهوائهن و بالتالي لا يعود على البيت من المال إلا القليل بينما نرى الرجال الملقى على كواهلهم أمر الأسرة المادي لا عمل لهم. )

لا اعتقد أن امرأة محتاجة إلى الأموال لتعيل عائلتها ، ستبالغ في انفاق مرتبها على الكماليات .. ولا يقتصر الشيء على المرأة ، فكثير من الرجال يضيعون مرتباتهم على أنواع أخرى من الكماليات و ربما يضيعونها في المحرمات مثل الخمور و القمار .. الموضوع ليس له علاقة بالجنس بل بالوضع الاقتصادي ( اذا تحسنت أمورك الاقتصادية فستبدأ في تضييع أموالك على الكماليات .. و إذا ساءت سترغمك على الاقتصار على الأسياسيات فقط ).

o يقول : ( ولما كانت حياة الرعي و الزراعة هي الغالبة في أفغانستان لذا كان تفضيل الذكور على الإناث واضحاً ، فالرجل هو المستقبل في الإنتاج سواء في العمل الزراعي أم في الانتقال وراء الحيوانات ، وهو رجل الأسرة و حامي ذمارها ، مع أن التفضيل بعيد عن روح الدين الإسلامي و مخالف لنظرته في الحياة ) أحيانا كثيرة ، نغفل عن بعض الأسباب الاجتماعية و الاقتصادية التي جعلت البشر يفضلون الذكور على الإناث ..

• يتحدث عن ( المدن ) في أفغانستان .. ثم في ( الحياة السياسية ) تعمق في الحديث عن الخلاف الغربي الروسي حول أفغانستان و كيف اتخذ من أفغانستان خنجرا لضرب باكستان و إضعافها في حربها مع الهند .. وكيف أشعل الاتحاد السوفيتي الفتن في أفغانستان عن طريق الشيوعين ، حتى انتهى المطاف باحتلال السوفيت لأفغانستان عام 1979م ..
هذا الفصل مثير للإهتمام و يعطيك فكرة عن كيف يثيرون الفتن في بلداننا .

يتحدث بعد ذلك عن الحياة الاقتصادية ، الزراعة واهم محاصيلها ، تربية الحيوانات ، الصناعة ( و خصوصا جلود الكراكول ) و المواصلات

شارك الكتاب مع اصدقائك