كتاب موسوعة نينورتا التاريخية

أحمد داوود

التاريخ والحضارات

كتاب موسوعة نينورتا التاريخية - قصة الخلق بقلم أحمد داوود..لأول مرة في التاريخ تصدر موسوعة أمينة لمضمونها الموسوعي وللتقاليد العربية في فهم الموسوعي وتطبيقاته.

إن السوريين القدماء كانوا الوحيدين الذين أبدعوا ظاهرة الموسوعة ومارسوها وأنتجوا العلماء الموسوعيين، وإن امتلاك صفة (الموسوعي) لدى العلماء العرب كانت تتطلب امتلاك ناصية علوم سبعة متكاملة أوردها المفكر السوري أميان مرسلان الأنطاكي منذ القرن الثالث للميلاد ونقلها عنه بيير شوفان في كتابه "أواخر الوثنيين" كان يجري تدريسها في كل المدارس المنتشرة في كل المدن السورية، هذه العلوم السبعة هي: اللغة، علم الهندسة، الموسيقى والهارموني، علم الفلك، علم الحساب، الجبر ثم الطب.
إن هذه النظرة العربية إلى الموسوعية هي ما ميز نظرتها إلى التخصص أيضاً والذي لا يصح أن يُمارس إلا بعد تبوّء درجة الموسوعية التي تكفل إتقان العلوم السبعة التي تمنح الإنسان النظرة الشاملة للكون والحياة.
وإن الغرب منذ بدء نهضته الحديثة إلى اليوم لم يفهم من الفكر الموسوعي سوى جملة من الأسماء أو الصيغ وضع لها تفسيرات مبتسرة مجردة من أية حقيقة تاريخية وضعها ضمن جدول تتالي أبجدي أفرغها من محتواها التاريخي المنطقي لأن التاريخ ليس مصطلحات بقدر ما هو جماعات سكانية ضمن شبكة علاقات موضوعية لتنتج ظواهر تاريخية ما. وبالتالي فالتاريخ لا يمكن إدراجه ضمن تسلسل أبجدي بل الأصح هو التسلسل الزمني. وهو ما عمدنا على فعله في هذه الموسوعة.
- هذه الموسوعة تكشف كيف أن لغتنا العربية بلهجتيها الفصحى والسريانية كانت هي اللغة الأم منذ بدء الإنسان العاقل الأول. حملت لنا قصة خلقه وقصة النشوء بكل مراحلها بدءاً من مرحلة "العماء الكوني البدئي" مروراً بتشكل الأرض والسماء ونشوء كل أشكال الحياة على الأرض، وصولاً إلى خلق الإنسان العاقل. وأعطت كل ظاهرة الاسم المعبر عنها لكن الدراسات الغربية جعلت من هذه الظواهر "آلهة"!
- التراث السوري، أقدم تراث على وجه الأرض، أمدنا بالكلمة والصورة بقصة النشوء والخلق كاملةً: فمن الأرض المشتعلة بنيران البراكين والبحر المحمول بالجو، إلى التبرد التدريجي عبر ملايين السنين وهبوط البحر على الأرض ومرحلة "الغمر البدئي" وانكشاف أشعة الشمس وما تسبب به ذلك من تفكيك الماء إلى عنصري الهيدروجين والاوكسجين ليشكل الأوزون (الميزان), ثم عملية تبخير الماء وسقوط المطر والمياه العذبة ثم نشوء الحياة النباتية والحيوانية، ثم مرحلة البشر البهائمي، ثم مرحلة خلق آدم الخليفة الذي أُعطي الأمانة، التفويض، المتمثل في سر الخلق، الهندسة الجينية، فكان أول إنجازاته الارتقاء بالبشر البهائمي إلى بني آدم الجنس بما يشبه "التطعيم"، بمساعدة سبعة قوى دُعيت بال"صافّات"، ثم فرز من صفّته الخارقة الفائقة التكوين الصبغي الأنثوي عن الذكري فتحول عبر عملية علمية إلى كائن جنسي تناسلي وهو لم يكن كذلك، فاختلط ببني آدم الجنس وأنتج ما دُعي بجيل ال "جبابرة" كما اختلط بالبشر البهائمي الموجود آنذاك فانحطت قدراته وتلك هي "الخطيئة" التي أدت إلى طرده من الأرض الجنة، دار الخلود، إلى الأرض الدنيا، دار البلاء والتناسل والانحطاط والمعاناة.
- أبرز إنجازاته في مجال الطاقة والإنشاء الهندسي كانت الأهرامات وعمود ال"ديد" والمصلات التي كانت عبارة عن وسائط اتصال متفوقة كما نقول اليوم "أبراج بث"، وتمثال أبو الهول والزقورات وغيرها.
الأهرامات على سبيل المثال لم تكن مدافن لأحد كما ادّعى علماء الغرب، بل هي عبارة عن مصادر طاقة فائقة واسمها السرياني فيراميدا التي أصبحت بيراميد ويعني بالحرف فوارات الطاقة!
وإن تمثال أبو الهول هو ساعة كونية بكل معنى الكلمة كما تدل على ذلك كل تسمياته.
- هذه الموسوعة أثبتت أيضاً أن المنطقة الوحيدة الصالحة للحياة حينها كانت المشرق العربي حيث لم يكن يوماً تحت الجليد كما حدث لأوروبا.ومنه انتشر الإنسان العاقل الأول عبر ما دُعي بال"حزام الحيوي" واختلط بالبشر البهائمي فأنتج مجموعات شعوب جديدة على الساحة. وسنجد في الموسوعة المعاني الحقيقية للقارات والمواقع والمدن والأشخاص في الزمن القديم والحديث والعالمية والمتداولة التي لا معنى لها بأية لغة إلا بالسورية السريانية.
- أسقطت الموسوعة عبر العلم الحديث والمكتشفات الحديثة الفرضيات العرقية التي فبركها اللغويون الألمان حول "العرق الآري والعرق السامي".
- فسرت الموسوعة الحقيقة التاريخية لما دعي بال"معجزة اليونانية" وال"حضارة الرومانية" التي لم تكن سوى شرفة من شرفات الحضارة السورية المتوسطية.
- أكدت الموسوعة مقولات الباحثة الألمانية زيغرد هونكه في كتابها "شمس الله تسطع على الغرب" كيف أن الغرب سطا على المكتشفات والاختراعات العلمية العربية وسجلها بأسماء أوروبية وبينت معاني أسمائها التي بقيت محافظة على معانيها السريانية. منها طباعة Type، القترا electron، أوتو موبيل، موتور، بطارية، Gear، دركسيون، تيليفيزيون، تيليفون... كلها تحمل البصمة السريانية البحتة التي دمغها السوريون بها عندما اخترعوها.
وسندهش عندما نجد كيف أن العربية الفصحى واكبت كل مراحل تطور الإنسان العاقل الأول واحتفظت حتى بإنجازاته الجينية الوراثية والعلمية في غاية الدقة. فهي تضم ستة عشر ألف جذر، بينما الانكلوساكسونية تحتوي فقط على ألف جذر أكثر من نصفها محوّر من العربية والسريانية، وأما اللاتينية المنقرضة فتحتوي على قرابة ستمائة جذر فقط.
عبر علوم الانتروبولوجيا والكرونولوجيا وفقه اللغة وعلم الألسنيات ومنجزات العلوم التطبيقية وعلم الجغرافيا والمناخ والمنطق والهندسة الجينية والمقولات التراثية بما فيها الكتب السماوية والنصوص الدينية.. نجد أنفسنا أمام كم هائل من المعلومات المذهلة والإجابات العلمية المقنعة قدمها لنا لأول مرة بفكره الموسوعي المعتاد وبعقله الحاذق الأمين على العلم والحريص على احترام عقل القاريء، في موسوعته التاريخية الجديدة بكل معنى الكلمة، في جزئها هذا حول "قصة الخلق" واكبت كل ما ذكرناه بأمانة وموضوعية ودقة وصور ملونة ومستوى راقي من الطباعة والسوية الفنية الراقية.. الباحث المؤرخ الدكتور أحمد داوود، لتشكل ثروة علمية عالمية قبل أن تكون وطنية، ومادية أيضاً لأنها تحتوي على كل ما يهم الإنسان أينما كان. 

شارك الكتاب مع اصدقائك