استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الكذب على رسولنا الكريم لكن هذا التطور أغرى أصحاب الأهواء فوجدوا ضالتهم، واستغلوا ضعف الناس وجهل كثير منهم، فأخذوا يدسون الدسائس وينقلون التراث المكذوب المفترى على رسول الله الكريم ×، ولم تقف جهودهم المذمومة عند هذا الحد بل حاولوا أيضا نقل أحاديث منسوبة للنبي × ما وجدناها لا في كتب سنة ولا شيعة، لذلك حاولنا جاهدين جمع أهم الضوابط للتحقق من الأحاديث النبوية، وكانت هذه الركائز أساسا يسير عليها من وقع بين يديه حديث تناقله الناس على شبكات التواصل الاجتماعي. مصادر الحديث النبوي لا بد من معرفة مصدر الحديث أولا، فإن كان الحديث في البخاري ومسلم أو في أحدهما فنحكم بصحته، وإن كان من الكتب الستة، أو التسعة أو ذكره محدث آخر يخضع عندها الحديث لميزان التصحيح والتضعيف حسب ما أورده علماء الحديث. ضوابط التعامل مع الأحاديث المشتهرة على شبكات التواصل الاجتماعي الحديث الموضوع (وهو الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم) له علامات يعرف من خلالها قبل النظر في السند (وهو سلسلة الرواة)، ومن هذه الضوابط التي نستطيع من خلالها التعرف إلى مدى صحة الحديث: 1-اشتماله على المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة جدا كقولهم في الحديث المكذوب: >من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرا له سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف حوراء<. 2-سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه كحديث: >لو كان الأرز رجلا لكان حليما ما أكله جائع إلا أشبعه< فهذا كلام . 3-أن يدعي على النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل أمرا ظاهرا بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا على كتمانه، ولم ينقلوه كما يزعم بعض الطوائف: أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي بن أبي طالب بمحضر من الصحابة كلهم وهم راجعون من حجة الوداع، فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال: >هذا وصيي وأخي والخليفة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ثم اتفق الكل على كتمان ذلك وتغييره ومخالفته فلعنة الله على الكاذبين<. 4- أن يكون الحديث باطلا في نفسه، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، كحديث: >المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش<. 5- أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلا عن كلام رسول الله × الذي هو وحي يوحى كما قال الله تعالى: «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)» [النجم]، أي وما نطقه إلا وحي يوحى فيكون الحديث مما لا يشبه الوحي بل لا يشبه كلام الصحابة، كحديث: >ثلاثة تزيد في البصر النظر إلى الخضرة والماء الجاري والوجه الحسن <. 6- أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله: >إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت<، كقولهم: >إذا انكسف القمر في المحرم: كان الغلاء والقتال وشغل السلطان وإذا انكسف في صفر كان كذا وكذا<. 7- أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه. ومن هذا قولهم: >إن الأرض على صخرة والصخرة على قرن ثور فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة فتحركت الأرض وهي الزلزلة<. 8-مخالفة الحديث صريح القرآن؛ كقولهم عن مقدار الدنيا: >وأنها سبعة آلاف سنة ونحن في الألف السابعة<، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله تعالى. 9- ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها كقولهم: >أربع لا تشبع من أربع أنثى من ذكر وأرض من مطر وعين من نظر وأذن من خبر<. كيف أستطيع أن أتأكد من صحة الحديث 1- الرجوع إلى كتب تخريج الحديث، وهذا الأمر يحتاج إلى المتخصصين في علوم الشريعة حتى يتمكنوا من معرفة صحة الحديث، والحكم عليه. 2- إذا لم أكن متخصصا في العلم الشرعي أحاول أن أبحث عن متخصص وأسأله عن صحة الحديث. 3- إذا لم أجد المتخصص يمكنني بذل الجهد ومحاولة التأكد من خلال استخدام البرامج الحاسوبية أو شبكة الانترنت، ولا بد من اتباع الوصايا الآتية: أ - لا بد من معرفة المصدر الذي تنقل منه، وأن تتأكد من موثوقيته. ب- لا تتسرع في النقل وحاول أن تتحقق من صحة المعلومة، فليس كل ما ينقل صحيح. جــ - هناك مواقع متخصصة للتأكد من صحة الحديث يستحسن الرجوع إليها؛ منها: * موقع موقع الدرر السَّنيَّة/الموسوعة الحديثية * موقع الجامع للحديث النبوي *موقع الموسوعة الشاملة . أو برنامج المكتبة الشاملة على الحاسوب. أو استخدام أي من المواقع الموثوقة أو البرامج الحاسوبية المعتمدة. ولله الحمد والمنَّة والفضل.
