كتاب وطني السودان

الطيب صالح

التاريخ والحضارات

رحلة في التاريخ أم في الجغرافيا، أم هي خليط من كل ذلك مضاف إليها نكهة خاصة يضيفها الكاتب على موضوعاته ويجملها أسلوبه الفني الرائع. وطني السودان مختصر لكنه غني لتاريخ بلد وشعب يمثله الرجال الطيبون، الذين أهداهم المؤلف كتابه هذا. يرسم المؤلف لوحة، أي لوحة! فالانتماء،

  إلى هذا الوطن البعيد المنال كما يقول المؤلف أمر عسير "أن تنتمي إلى هذا الوطن البعيد المنال، ذلك أمر عسير. أن تكون سمعت زغاريد النساء في الأعراس، ورأيت انعكاسات الضوء على وجه النيل وقت الشروق ووقت الغروب". والكاتب يدين الظواهر السلبية في المجتمع السوداني إذ حيل بين عدد كبر من الرجال والنساء وبين خدمة وطنهم وهم في ذروة العمر. فهمناك ضباط في الجيش قتلوا، أو سجنوا، أو أحيلوا للتقاعد. واضطر عدد هائل من أساتذة الجامعات إلى الهجرة شرقاً وغرباً. والسبب في كل ذلك هو "الزعماء النجباء الأذكياء، الأغبياء الذين يتوهمون أن إرادة الله قد اختارتهم ليكتبوا الصيغة النهائية في سفر التكوين". وطني السودان يطرح هموم وطن شغف الجميع حباً به لأنهم وجدوا فيه وفي أهله ذلك الشيء النادر. الناشر: يزعم بعض الإنجليز أن مفردات لغتهم مصادرها ثلاثة: الإنجيل وشكسبير ولعبة الكركت. من بين مصطلحات لعبة الكركت: "All Rounder" وتعني اللاعب "الشامل" وتطلق على اللاعب المكتمل اللياقة والذي يجيد اللعب بمهارة في كل موقع. الطيب صالح -في رأيي- كاتب "شامل" مكنته ثقافته العميقة والمتنوعة وإطلاعه الواسع باللغتين العربية والإنجليزية على علوم اللغة، والفقه، والفلسفة، والسياسة، وعلم النفس، وعلم الأجناس، والأدب، والشعر، والمسرح، والإعلام، أن يروي، ويحكي، ويخبر، ويوصف، ويحلل، ويقارن، وينقد، ويترجم بأسلوب سهل عذب ينفذ إلى الوجدان والفكر كما تشهد هذه المجموعة من "مختارات من الطيب صالح". محمود صالح عثمان صالح  

شارك الكتاب مع اصدقائك