كتاب يوميات ميونيخ 2001-2004

كتاب يوميات ميونيخ 2001-2004

تأليف : حسونة المصباحي

النوعية : مذكرات وسير ذاتية

حفظ

هل تنصح بهذا الكتاب؟

السفر... السفر... السفر... تلك هي رغبتي منذ كنت طفلاً، وأعتقد أني لن أتخلى عنها في الزمن القريب على الأقل.. أريد أن أذهب إلى أقاصي العالم.. إلى سيبيريا.. وإلى كاليفورنيا.. وإلى جزر المحيط الهادي هناك حيث يعيش أقوام بدائيون..

أريد أن أذهب إلى غابات الأمازون.. وإلى صحراء الربع الخالي.. وإلى التشاد.. لما لا؟! العالم كله جميل يغري واحد مثلي بالسفر الدائم. وهذا أمر يخيف أمي إذ أنها لا تحتمل أن أبتعد عنها زمناً طويلاً. إن طريقتي في الحياة لا تروق لأهل قريتي. وآخر مرة، أحسست أنهم ينظرون إلي بريبة وحذر، لكأنهم يريدون أن يقولوا لي بأنني لم أعد واحداً منهم، وأنا بالفعل لم أعد واحداً منهم بعد أن خرجت عن عاداتهم وتقاليدهم ومزقت الأوراق الصفراء أمام أعينهم. أعرف أنهم كانوا يأملون أن أكون موظفاً ينفعهم في شؤونهم الدنيوية، ويزورهم في الأعياد والمناسبات، ومعهم يشرب الشاي المر، ويتحدث إليهم في ما يعنيهم في حياتهم، غير أني ابتعدت عنهم، وما أظن أني سأعود...

البرد الديسمبري القارس في محطة "فكتوريا" يرمي بي بعيداً.. وها أنا أشاهد أمي واقفة في العراء حزينة تنتظر عودتي وفي عينيها الدموع..

السفر... السفر... السفر... تلك هي رغبتي منذ كنت طفلاً، وأعتقد أني لن أتخلى عنها في الزمن القريب على الأقل.. أريد أن أذهب إلى أقاصي العالم.. إلى سيبيريا.. وإلى كاليفورنيا.. وإلى جزر المحيط الهادي هناك حيث يعيش أقوام بدائيون..

أريد أن أذهب إلى غابات الأمازون.. وإلى صحراء الربع الخالي.. وإلى التشاد.. لما لا؟! العالم كله جميل يغري واحد مثلي بالسفر الدائم. وهذا أمر يخيف أمي إذ أنها لا تحتمل أن أبتعد عنها زمناً طويلاً. إن طريقتي في الحياة لا تروق لأهل قريتي. وآخر مرة، أحسست أنهم ينظرون إلي بريبة وحذر، لكأنهم يريدون أن يقولوا لي بأنني لم أعد واحداً منهم، وأنا بالفعل لم أعد واحداً منهم بعد أن خرجت عن عاداتهم وتقاليدهم ومزقت الأوراق الصفراء أمام أعينهم. أعرف أنهم كانوا يأملون أن أكون موظفاً ينفعهم في شؤونهم الدنيوية، ويزورهم في الأعياد والمناسبات، ومعهم يشرب الشاي المر، ويتحدث إليهم في ما يعنيهم في حياتهم، غير أني ابتعدت عنهم، وما أظن أني سأعود...

البرد الديسمبري القارس في محطة "فكتوريا" يرمي بي بعيداً.. وها أنا أشاهد أمي واقفة في العراء حزينة تنتظر عودتي وفي عينيها الدموع..

حسونة المصباحي مثقف تونسي مارس الصعلكة في الأدب ومن خلالها صافح العالمية. انتصر لبداوته وسجل تاريخها وحفظها من الانقراض كما يقول. يرى في المدينة أملاً وبوابة إلى العالم الآخر، ويخاف عليها من تدخلات أطراف خارجية تفسد مسيرتها الحضارية. طلّق السياسة والتحق بالأدب ليمارس مشروعه الفكري من خلال مفرداته. ...
حسونة المصباحي مثقف تونسي مارس الصعلكة في الأدب ومن خلالها صافح العالمية. انتصر لبداوته وسجل تاريخها وحفظها من الانقراض كما يقول. يرى في المدينة أملاً وبوابة إلى العالم الآخر، ويخاف عليها من تدخلات أطراف خارجية تفسد مسيرتها الحضارية. طلّق السياسة والتحق بالأدب ليمارس مشروعه الفكري من خلال مفرداته. بعد دخوله السجن اكتشف زيف الشعارات ومنحته جدرانه نوافذ مشرعة إلى عالم الحرية. خرج من السجن ورحل إلى أوروبا حيث اكتشف نفسه من جديد زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه والثانوي بتونس ـ أحرز على شهادة ختم الدروس الترشيحية بالعاصمة ـ تابع تعليمه العالي في مدرسة ترشيح الأساتذة المساعدين ـ عمل بعد التخرج أستاذا بالمعاهد الثانوية ـ اهتم بالصحافة ونظم الشعر، وكتب المقالة والقصة القصيرة وأدب الرحلات والرواية، وله دراسات وأبحاث متنوعة ومترجمات. ـ عضو اتحاد الكتاب التونسيين ـ تحصلت أعماله على عدة جوائز أدبية

هل تنصح بهذا الكتاب؟