
وُلدتُ عام 1966، وترعرعتُ في بيئةٍ رطبةٍ مشبعةٍ بالعُقد والتناقضات التي رسمت مشهداً غير متوازن بين والديّ. كان البيت يكتنفه ضبابٌ من الخلافات التي بدت لي حينها فتاتًا متناثرًا، رغم أنها كانت جوهريةً في صُلب العلاقة بينهما. وجدتُ نفسي أسيرا بين حنان أمي وقسوة أبي، لا أفهم الفوارق العميقة التي تفصل بينهما، لكنني كنت أتحسس آثارها واضحةً على وجه أمي المنهك، وكأنها تحمل على عاتقها وزر الزمن. كنتُ صغيرًا، لا أعي حقيقة هذه العقد، لذلك تركتها تمر أمامي دون أن أطرح تساؤلاتٍ كثيرة، منشغلًا بهواياتي وتطلعاتي، غير مدركٍ أن هذه الفجوة ستترك ندوبًا في وجداني.
مع حلول غروب من كل يوم، مع إغفاءة قرص الشمس في صرة الغسق؛ كنت أجلس وحيدا في شرفة الدار اتابع سير عزوف الشمس لمأواها، أتبع تدرج انشطارات طفق الشفق بانعكاساته وانكساراته في مياه بحيرة الثرثار التي تشرف عليها دارنا. إلى جانب تتبعي مسارات الطيور المهاجرة على اختلاف أنواعها وهي تخفق في طيران شاهق تحت شهقة الشمس وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة إلى مثواها، أتمعن في أنواعها واختلاف تشكيلاتها الهندسية الرائعة وهيَّ تغدو بشجو أصواتها نحو الجنوب أو حين تعود فجرا في نشوة فرح نحو الشمال. كأنني كنتُ أجد في هذه المشاهد عزائي الوحيد، فأبحث في تحليق الطيور عن معنى للرحيل، وأتابع خفقان الأجنحة كمن يحاول الإمساك بزمنٍ يتفلت من بين يديه..
وُلدتُ عام 1966، وترعرعتُ في بيئةٍ رطبةٍ مشبعةٍ بالعُقد والتناقضات التي رسمت مشهداً غير متوازن بين والديّ. كان البيت يكتنفه ضبابٌ من الخلافات التي بدت لي حينها فتاتًا متناثرًا، رغم أنها كانت جوهريةً في صُلب العلاقة بينهما. وجدتُ نفسي أسيرا بين حنان أمي وقسوة أبي، لا أفهم الفوارق العميقة التي تفصل بينهما، لكنني كنت أتحسس آثارها واضحةً على وجه أمي المنهك، وكأنها تحمل على عاتقها وزر الزمن. كنتُ صغيرًا، لا أعي حقيقة هذه العقد، لذلك تركتها تمر أمامي دون أن أطرح تساؤلاتٍ كثيرة، منشغلًا بهواياتي وتطلعاتي، غير مدركٍ أن هذه الفجوة ستترك ندوبًا في وجداني.
مع حلول غروب من كل يوم، مع إغفاءة قرص الشمس في صرة الغسق؛ كنت أجلس وحيدا في شرفة الدار اتابع سير عزوف الشمس لمأواها، أتبع تدرج انشطارات طفق الشفق بانعكاساته وانكساراته في مياه بحيرة الثرثار التي تشرف عليها دارنا. إلى جانب تتبعي مسارات الطيور المهاجرة على اختلاف أنواعها وهي تخفق في طيران شاهق تحت شهقة الشمس وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة إلى مثواها، أتمعن في أنواعها واختلاف تشكيلاتها الهندسية الرائعة وهيَّ تغدو بشجو أصواتها نحو الجنوب أو حين تعود فجرا في نشوة فرح نحو الشمال. كأنني كنتُ أجد في هذه المشاهد عزائي الوحيد، فأبحث في تحليق الطيور عن معنى للرحيل، وأتابع خفقان الأجنحة كمن يحاول الإمساك بزمنٍ يتفلت من بين يديه..
المزيد...