رواية دائرة الاغتيالات

رواية دائرة الاغتيالات

تأليف : علاء سعد حميده

النوعية : روايات

رواية دائرة الاغتيالات من تأليف علاء سعد حميده .. رواية بوليسية تاريخية توثيقية مشوقة

هل تنصح بهذا الكتاب؟

2025-05-12

الموضوعية المُرة
رواية وثائقية
قراءتي
لرواية (دائرة الاغتيالات) لعلاء سعد حميدة
عُمر سُليمان القَشوطي

بقدر المستطاع أُتابع أعمال الروائي والكاتب الصديق الأستاذ علاء حميدة، وهو يتبع منهج التحليل والتمحيص والموضوعية الحادة، حتى يُفاجئنا في كل مرة بحقائق صادمة للغاية تُغير جذريًا من رؤيتنا التقليدية أو التي دُلست علينا عبر السنين.
قرأت روايته الالكترونية القصيرة "دائرة الاغتيالات"، المعرفة بعد العنوان: بـ (مقتل السردار لي ستاك، رواية بوليسية مبنية على وقائع تاريخية موثقة)
وأمكنني تصنيفها بأنها (رواية وثائقية) بجدارة.
ولأن العمل الوثائقي في ظني أكثر مُعبر عن الحقائق، بل وصادم وفاضح للأسرار وما خلف الكواليس، فهكذا كانت روايته التاريخية، وهو ما لم يُتحها للنشر سوى إليكترونيًا للأسف.
وكما أعرف الأستاذ علاء حميدة، فإني أحسبه أديب مخلص في كتابته ومبادئه ولا يُجيد تجميل الحقائق وتزيينها.. فهي تصل مباشرة ومُفجعة للقارئ، فحتى الرواية ومشاهدها الدرامية تَصور وتحليل وثائقي محض من خلال المنقول حرفيًا في الكتب والشهادات الموثقة، ومشابه كثيرًا لما أشاهده من فنيات الأفلام الوثائقية التي أشغف بمتابعتها على قنواتها.
وفوق اللغة العربية الفصيحة والرشيقة، فإن الرواية ممتعة ومُشوقة ومُكتظة بالتفاصيل الموثقة المثيرة على صِغرها، وعبرت بدقة عن فترة تاريخية مهمة في مصر إبان احتلالها الإنجليزي المقيت، تعبيرًا أبدل الزمن الجميل لدينا بزمن مُشابه لعصرنا الراهن الكئيب.
لم يُزينه كما يُزين كثير من كُتابنا قصصهم ومُنتجي الدراما مرئياتهم بنكهة الزمن الجميل، بل إني أظنه نقل إلينا الجو الحقيقي بحذافيره مُنتصرًا بأدبه للحق العادل وشهادته الإيمانية والعملية وبحثه الصادق الدءوب، دون ديدن كثير من الأدباء المتناقضين بين ما يكتبون وما يفعلون وكونهم في كل وادٍ يهيمون.
أحداث الرواية الوثائقية المكتوبة بموضوعية شديدة تُغير مفاهيمنا عما تشوه لدينا في صورة الفدائيين والوطنيين والمجاهدين ضد الاحتلال الممقوت، بل جعلتنا نُعيد النظر في قيمة الاحتلال القيم وأثره الإيجابي على مِصر والمصريين كونه أدخل التطور فيها باستقدام الخبرات الفذة للعمل بها والارتقاء بين الأمم، وهكذا كانت مِصر دومًا وقدرها ومصيرها، يُقدرها الغرباء عنها، ويمتهنها أهلها!
راقتني للغاية شخصية سيدني سميث، أول طبيب شرعي رائد في مجاله بمصر، وانبهرت به كونه يستنطق الجمادات لتدله على الحقائق والحيوات.
الرواية مثيرة للجدل لأسباب كثيرة تتعلق بالكاتب وبموضوع الرواية نفسه، وهي عادته في كتاباته؛ ذلك لأنه ليس كاتب روائي بالأصل، بل إنه بدأ كمفكر.. والصبغة الفكرية البحثية عامل أساسي في أدبه.