
أشتاق كثيرا إلى جنون وطراوة لبنا وإلى فتون نجلاء وعفة صابرين، إلى ابتسامة سعاد وكركرتها الغضة وهي تتنقل في بطون الحقل كظبية البان، إلى تلك الترع التي نازعته وعلقته في سواقيها، إلى الزرع المبتهج بخضرته ورائحته وبهجته، إلى اللوحة التعبيرية التي بقيت تصرخ في وحدتها على جدار غرفته الكئيبة وهي منغمسة بسعادة ناقصة في عالم من فوران الود والجنون. هجس بتلك الذكريات وهي تطرق رأسه كمطارق النواقيس بين الحين والحين تذكره بشجن أمس القريب.
تعلقت أحداقه بشريط طويل من الاحداث، بصور أخوته وأمه الصابرة التي أتحفته بالحب والحنين، ساحت دمعة دافئة على وجناته، هجس بلفحتها حنينا للألفة والعشرة.. شعور غريب طفق يلوى ذراعه وعزمه بحجم المرارة العالقة في فمه، تلك التي لا يمكن وصفها والبوح بها. لم يكن قد جرب طعم الفراق من قبل أبدا، لم يكن قد شعر بغل ما آلمه بقدر فشله وهروبه من القرية، لم يدرك مسبقا بأن للفراق لوعة وسم مذاب بالكأس.
أشتاق كثيرا إلى جنون وطراوة لبنا وإلى فتون نجلاء وعفة صابرين، إلى ابتسامة سعاد وكركرتها الغضة وهي تتنقل في بطون الحقل كظبية البان، إلى تلك الترع التي نازعته وعلقته في سواقيها، إلى الزرع المبتهج بخضرته ورائحته وبهجته، إلى اللوحة التعبيرية التي بقيت تصرخ في وحدتها على جدار غرفته الكئيبة وهي منغمسة بسعادة ناقصة في عالم من فوران الود والجنون. هجس بتلك الذكريات وهي تطرق رأسه كمطارق النواقيس بين الحين والحين تذكره بشجن أمس القريب.
تعلقت أحداقه بشريط طويل من الاحداث، بصور أخوته وأمه الصابرة التي أتحفته بالحب والحنين، ساحت دمعة دافئة على وجناته، هجس بلفحتها حنينا للألفة والعشرة.. شعور غريب طفق يلوى ذراعه وعزمه بحجم المرارة العالقة في فمه، تلك التي لا يمكن وصفها والبوح بها. لم يكن قد جرب طعم الفراق من قبل أبدا، لم يكن قد شعر بغل ما آلمه بقدر فشله وهروبه من القرية، لم يدرك مسبقا بأن للفراق لوعة وسم مذاب بالكأس.
المزيد...