رواية في حضرة القمر

ياسمين فريد

روايات

ياسمين فريد ركبت إحدى العربات المأجورة في نهاية اليومالدراسي مع أربعٍ من صديقاتي، سارت العربة في المنتصف بين طريقين زراعيين على جسرٍأملس كثوب حريري لامع مكتظ بالعربات الأخريات،

  تبادلت صديقاتي ضحكات مديدة تكاد تسمعهاآذان راكبي العربات المجاورة، بينما سافرت بخيالي نحو بيتٍ صغير، كالذي رأيته من نافذة فصلي،مسقوف ببقايا أمل يجمعني مع من أُحب، تحيط به أشجار التوت وزهور الياسمين اللاتي ينبتن في قلبي.ثمة طفل يتأرجح على خطوط الشمس الذهبية المرشوشة على عتبات المكان، أرى فيعينيه ملامح والده الطيبة الذي أحلم أن يخطفني على جواده الأبيض من حياة قاتمة إلى حياة مشرقة.ثمة طفلة رقيقة تحمل ملامحي، تختال بين الصغيرات بضفائرها الذهبية المحكمة بقطعة منالقماش لمنعها من الفرار إلى أعين الحاسدين، تُشاركني في قلب حبيبي، تطبع على جبيني قبلة قبل النوم كل مساء.يقتل الصمت ضحكات صديقاتي المتورمة بالذعر، أدركت حينها أنني أصبحت على مشارفشارعنا الضيق المكتظ بتلك البيوت المشيدة بالطوب اللبِن ذات الطابق الواحد أو الطابقين،أتنشق رائحة الدواجن التي تلتقط رزقها من الأرضِ والتي لا أطيقها بل مُرغمة عليها،أمضي في خُطايَ مُسرعة لمواجهة واقعي المنتظر على بُعد بيت واحد

شارك الكتاب مع اصدقائك