كتاب أين أنا

مجموعة مؤلفين

مجموعة قصص

كتاب أين أنا pdf سماء الربايعة -هدى ابو عميره .. الكاتبة : سماء هاشــــم الربايعة وهدى أبو عميرة . 14/4/2022 أين أنا ؟؟؟ جثا على ركبته أمام قبرها باكياً والدمعُ ينسابُ على و جنتيهِ و همهم بكلماتٍ..... اقترحوا علي أصدقائي الانتقالَ الى بيتٍ جديدٍ بعدَ فراقكِ، حياةٌ جديدةٌ و بيتٌ جديدٌ ، رتبتُ كلَ شئِِ، وخلدتُ الى النومٍ من التعبِ الشديدِ ، استيقظتُ على صوت طفلنا منهمكاً من البكاء، لأنني لم احضر له هديةَ عيد مولده مثل كل عام ,هدّأته و قلت له : سأذهب لأحضرَ كعكةً ونحتفل ،ابتسم و قال :لا تتأخر يا أبي ، قبلته وقلت له أن يتصل عليّ اذا احتاج شئ . ذهبتُ أبحثُ عن متجرٍ يبيع الكعك وبعد مضي ما يقرب الساعتين أحضرت كل االلوازم ،

نظرت لساعتي و تبين انني تأخرت على طفلي ،بدأت السماء تمطرْ ،أخذتُ أسرع سالكاً الطرق المختصرة، بدأت الانارة بالخفوت و اصبح الظلام يعم المكان، واذ بشئ سقط على رأسي.... استيقضت وأنا داخل سيارتي و الحطامٌ يحيط بي من الجهات الأربع ، هدّأتُ من روعي ففتحت باب السيارة واذ بالحطام يعم المكان و بعض منه أعاق خروجي من السيارة ، أغلقت الباب. أين انا؟ ...و ما هذا الذي أنا فيه؟ .... حاولت أن اطلب المساعدة و الإغاثة فلم يجب احد ،بحثت في جميع الاتجاهات لعلي أجد سبيلاً للخروج ، لم أكن اعلم أن طريق الخروج سيكون بهذه الصعوبة ولكن البقاء في السيارة أشد صعوبة . يقل الاكسجين و الطعام.... لم اكن أعلمُ في يومٍ من الايامِ أنني سأعلقُ في السيارة ! الله وحده يعلم إذ كنت سأبقى على قيد الحياة أم لا ؟! لا يتوجب علي ترك طفلنا يواجه الحياة بمفرده ، يكفي أن كسر ظهره مرة واحدة ... أفكارٌ سلبية يجب التخلصَ منها ، يجب أن أضع تصورا كاملا لما سوف يحدث لي ، أكلت جزءا من الكعكةِ و رشفةً من العصير ، بدات بالبحث عن اي شئ في السيارة يمكن الاستفادة منه ، و من خلال البحث و جدت صورة لك يا عزيزتي ... سرعان ما غرقت في الذكريات التي جمعتنا في الماضي الجميل التي تلاشت بلمح البصر بعد رحيلك ... أدركت اني ما زلت عالقا بين هذا الحطام الذي لا ادري ماهيته ، توتري بأعلى قممه الآن ، الذي انا فيه سراب كبير عظيم ، أصبحت أتنفس على مضض و شعرت بأنني فقدت الامل ، نظرت لصورتك .... آه يا زوجتي انني افتقدك بشدة... أتوق لرؤيتك ... أين انا؟؟ واذ بخيال غريب يشبهك يقول لي : ” لا تستسلم، لقد تركتُ لكَ طفلنا لتعتني به فلا تتركه لوحدهِ ” صحوت أخيرًا من الكابوس الذي راودني ،نظرت حولي واذ بعقارب الساعة تدق بانتهاء يومي الاول من هذا الحطام ، أشعر بالتعب..أريد النوم، وبعد فترة طويلة من الموت المؤقت ، استيقظت على صوت جرو صغير يستغيث، و بدأت بالبحث عن مصدر الصوت فوجدته عالقا بين الحطام ، قررت مساعدته فوجدت أنه لديه صاحب و لكنه استسلم للهلاك... فقد كان رأسه ينزف بشدة مما ملأ الأرجاء بالدماء التي جفت على الحطام ، أخذت الجرو لسيارتي و عالجته من النزيف الذي كان يعاني منه ، فاذا بعد برهة بعصا الاسناد تنكسر ويزيد الحطام فوقي، أخذت الجرو الى سيارة صاحبه بعد تحطم سيارتي ، لم استطع الوصول لسيارته بسهولة فقد استغرق مني الامر بضع ساعاتٍ ،فوضعت الجرو في حضني ونمت نوما عميقا ، استيقضت على صوت تشويش عالي من الراديو ،هممت بإصلاحه ولحسن حظي تمكنت من ضبط التررد . ضجت الأخبار على جميع المحطات الاذاعية بوقوع حادث مفجع بانحدار صخرة كبيرة من أعلى جبلٍ وان هناك اعمال تنقيب و البحث عما اذا كان هنالك ضحايا أو اصابات جراء ذلك الحادث المؤسف ، احسست بالامل ... شرعت بالبحث في السيارة لعلي أجد وسيلة تمكنني من التواصل مع رقم الطوارئ الذي ذكر في الراديو ، و للمرة الاولى لعب الحظ معي فوجدت هاتفاً قديماً ،حاولت تشغيله .... سارعت بالاتصال على الرقم ... رد عليّ شخص ما ،يقول لي: من معي؟ ألوو؟ هل هناك أحد ؟؟ كيف يمكنني مساعدتك ؟؟ توترت بشكل كبير لايوصف ....مشاعر لهفة بكوني سأعيش واقابل طفلنا قلت له بلهفةِ : انني في الواد السحيق جراء انحدار الصخور ... ارجوك أنفذني ، أريد أن أعود لطفلي .... فقال لي : لا تقلق يا سيدي سننقذك بأذن الله ،سنبذل قصارى جهدنا لانقاذك ..... أغلقت الهاتف وقلت في نفسي انه يجب علي أن لا ابقى مكتوف الايدي، عدلت نظارتي ولففت قماشا حول وجهي و هممت بإكمال الطريق فاستغرق من هذا يوما اخر ... الان ماذا سيحدث؟هل سأموت؟ نفذت طاقتي من الاجهاد و قلة الطعام مع فقدان أملي في النجاة وقعت نائما ، أستيقضت في اليوم التالي على صوت الطوارئ لقد بدا الصوت قريب مني... عاد لي الامل من جديد فبات قريبا الخروج من هذا الكابوس . أخرجوني من المكان الذي كنت عالقاً فيه فمددت يدي الى السماء ..لم أصدق ذلك لقد نجوت؟ انهمرت دموعي حتى فقدت وعيّ ، فتحت عينيّ واذ بدموع تتساقط على وجنتي ، لقد كان بني ، بني الذي ظننت انني لن اراه بعد ذلك الحادث المفجع ، ضممته الى صدري.... حاول التحدث معي فلم افهم منه شيئا من دموعه المنهمرة علمت كم كنت مصدر لقلقه الكبير ...يا لي من أب سئ فقد تركته لوحده وأفسدت عيد مولده، فقلت له سامحني يا بني لن اتركك لوحدك ما حييت. بعد شهريين من الحادثة استعدت عافيتي وخرجت من المشفى وقد صادف ذكرى ميلاد زوجتي فذهبت مع بني لزيارة قبر زوجتي ورويت لها ما حدث معي و كم افتقدناها فنمنا على قبرها و الدموع تسيل من وجنتينا طيلة اليوم.

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-07-11