كتاب الريح والملح

الفارس الذهبي

مجموعة قصص

كتاب الريح والملح بقلم الفارس الذهبي..عناية جابر عن الكتاب في قراءة مستعجلة، تبدو قصص الذهبي وكأنها تحدث في زمن تخييلي مفارق للواقع. بيد ان تأنيا في القراءة يفصح عن واقعية الكتابة، وعن حرفة هذا الكاتب الذي يُجيد إيهام القارئ في حسن استخدام فني بالكتابة في آن عن الماضي والحاضر.


التذكر او إعمال الذاكرة، والتداعي والحلم هما عناصر موجودة في <> فيستوي الماضي عند الكاتب، واقعيا وحديثا حين يجري الكلام عنه. كما تتركز مكانة الحاضر وتشتد، حيال الكتابة المسنودة بالشواهد والشخصيات، فيما يختفي الراوي خلفها أحيانا، ليس في <> الجميل، ولكن في الحوار الدائر بين شخصيات الطفولة التي يجعلنا الكاتب كقراء، شاهدين من خلالها على زمن او حدث، في تنويع الصياغة اللغوية، وزوايا النظر ومواقع الرؤيا التي يلجأ اليها الكاتب.
ليست القصص المحبوكة جيدا هي كل ما يميز القاص الجيد. يتطلب من الكاتب أكثر من ذلك وهو الانتباه والاستعداد لجمال غير قابل للتعليل يصبغ أجواء قصته، وينم بالاضافة الى رشاقة الكاتب العفوية، الخيال المعقد والسلس في ضربة واحدة ماهرة للعالم الذي يستحضره القص. هذا ما يميز كتابة الفارس الذهبي، بالاضافة الى انتباهه الحاد الى تجنب الأمكنة السردية التي يخرّب الخيال فيها نفسه، ويغلق بواباته الخاصة ويلوّث رؤيته، تغني القصة الجيدة والمقنعة، ان يكون الكاتب واعيا لمفاهيم المجازفة والمزاج الشخصي والأمان والإنجاز الهادئ للمعنى وقدرة الاستجابة لتحديات القصة الحديثة، او الصراع المُتعب من أجلها.
عناية جابر
جريدة السفير اللبناني

شارك الكتاب مع اصدقائك