كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها الجزء1

جلال الدين السيوطي

تعلم اللغة العربية

الحديث عن كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها للإمام جلال الدين السيوطي حديث ذو شجون ومسالك، لا يمكن للباحث، أو للقارئ إلا أن يقف عندها وقفة المتأمل المتأني، الناظر بعين البحث والتدقيق في كل خطوة يمكن أن يخطوها في عمله، فالسيوطي بحر علم زاهر بشتى أنواع العلوم والمعارف، على اختلاف الآراء في تحمله وكتبه ورسائله وفتاويه، وسيقف القارئ على أهم هذه الآراء في ترجمة السيوطي في قسم التراجم الملحق بنهاية الجزء الثاني من هذا المؤلف. والكتاب "المزهر" هو من أهم أعمال السيوطي في علوم اللغة. وهو يحمل قيمة فكرية وعلمية وتاريخية إذ أنه حوى مفردات وعلوم متنوعة ومختلفة يجمعها إطار كبير هو: اللغة.

وإلى ذلك "فالمزهر" سفر عظيم ضم في أوراقه تنويعات في اللغة وعلومها، وغزارة في المعلومات والأقوال والطرائف، والأخبار والنوادر اللغوية، بالإضافة إلى المنهج العلمي في تناول الفكرة الأساسية، وعرضها بأسلوب مبسط بعيد عن تعقيد اللفظ وجفاء المعنى، ثم يدعم هذه الفكرة بما شاء له حفظه الواسع ومراجعه من الشواهد والنوادر والمعلومات التي ترفد الفكرة الأساس بأفكار جديدة وخصبة مثيرة للتأمل والتفكير، وهو في أسلوبه هذا لا يبعد شج الجفاف، وشج الدخول في التنظير لعلومه فقط، بل يجعل القارئ يدخل في مرحلة الاستمتاع والفائدة معاً، فربطه للقاعدة النظرية مع تطبيقاتها المتعددة أخفى على المزهر صفة من اسمه ولجلال الدين السيوطي في مؤلفاته منهج علمي ثابت، فهو يحدد الموضوع، أو ما يريد بحثه من المسائل، والغاية من وارء ذلك، ويجمع المادة اللازمة لذلك، فيذكرها بشكل دقيق واضح بعيد عن الاستطراد، متأثراً بطريقة علماء الحديث بالجمع والنقل والإسناد، فتأتي موسوعاته مرتبة حافلة بأقوال أهل العلم في كل مسألة، مع ذكر قائلها، الأمم الأغلب، والمصدر الذي استقاها منه، والقارئ يلحظ ذلك من خلال أفراد فصل خاص في المزهر بعنوان: "عزو العلم إلى قائلة"، وهو يعدّ ذلك من أمانة العلم وبركته.

شارك الكتاب مع اصدقائك