كتاب جامعة وكهنة وأشياء أخرى

كتاب جامعة وكهنة وأشياء أخرى

تأليف : عزيز قشاني

النوعية : الأدب

تتحدث هذه الرواية عن وجود نسق اجتماعي مترسخ في بنية المجتمعات العربية، وإن بدرجات متباينة وبمظاهر متشابهة، رغم بعض الاختلافات الظاهرية. وهذا النسق مبني على محاربة المجتهد والنفخ في أي متملق، في أي مجال من مجالات الحياة حيث تحضر التراتبية في المسؤولية، ويكون مصير فرد محددا بقرار فرد آخر يمتلك سلطة ما عليه، ومنها جميع أماكن العمل وأماكن التعلم، بما في ذلك الجامعة. فهي ليست ترفا أدبيا، وإنما هي ضرورة فكرية لمساءلة مجموعة من السلوكيات والأفكار السلبية التي تهيمن على ديناميات الحياة العامة، وتنتقل بالتبعية إلى مؤسسات الدولة وهياكلها التنظيمية، فتغدو وكأنها نواميس كونية لا يمكن تجاوزها. حيث تحولت آليات الترقي الاجتماعي، وغلبت عليها الوصولية والتملق والانتهازية والنفاق، وغيرها من مظاهر بيع الذات ماديا ومعنويا في سبيل تحقيق الهدف مهما كان صعيرا. إنها انقلاب ناعم على منظومة القيم المتدهورة التي أضحت سائدة في ربوع الوطن العربي؛ فهي بمثابة مرآة تعكس بعضا من تمظهرات هذه القيم، لكن من منظور مغاير قد لا يكون مرغوبا فيه، لأنه يعري الجانب المراد إخفاؤه من الصورة تزييفا وتجميلا لواقع بئيس. وهي رسم لمعالم شخصية "حنظلة العربي" لكن بملامح مختلفة؛ ذلك الإنسان المحكوم بالشقاء الأبدي، والذي تتظافر جميع الظروف لتعاكسه، لكنه لا يستسلم، بل يصر على البقاء واقفا مهما توالت الضربات. إنه الإنسان الذي استطاع التكيف مع القلاقل والعراقيل ولم يكتف بذلك، بل جعل منها وسيلة لإعادة بناء الذات المخربة والانبعاث من جديد، وكله إصرار على مواصلة الكفاح من أجل تحقيق النجاح بشرف وكرامة. وهو نموذج يمثل أقلية المجتمعات العربية، للأسف الشديد، لا أكثريتها. هي تجسيد لمعاناة أجيال من المواطنين العرب؛ فشخصية "الجيلالي" التي تروي قبسات مما عايشته من أحداث متفرقة وفي سياقات متنوعة، تعبر عن السواد الأعظم من الأمة العربية، سواء في مرحلة من مراحل حياته المتباينة، أم في أحد المواقف التي تعرض لها في كل هذه المراحل. وبذلك كانت هذه الرواية جامعة لكل حيواته؛ حيث غطت حياته الشخصية من البداية حتى النهاية، والدراسية من الابتدائية حتى الجامعية، وكذلك المهنية من العشوائية حتى المنظمة التي تديرها الدولة. وفي كل هذه الحيوات عرض الراوي لمجموعة من الاختلالات والتناقضات التي تجعل الكرامة مسألة صراع مستميت في كل الأوطان العربية التي تنقل بين حدودها. قد ترى عزيزي القارئ أن تحقيق النجاح بكرامة في الوطن العربي غير ممكن. قد يكون الأمر صحيحا، لكن الجيلالي" على يقين بأنه غير مستحيل، وهذا اليقين كفيل بتحقيق المعجزات وتجاوز كل الصعوبات، وهو بذلك يدعو إلى تكوين جيل صلب وصلد قادر على النهوض بأوضاع الأمة العربية الغارقة في فوضى العشوائية والتخلف. أيها القارئ العزيز: حتما ستجد نفسك في هذه الرواية، في جزء ما، أو في صفحة ما، أو فقرة ما، أو فكرة ما. ولسوف تتساءل من أعماق لا وعيك: هل يتحدث عني؟ اطمئن عزيزي القارئ، لست وحدك، فالأكيد أن العديد من القراء تساءلوا مثلك. لذلك، لن أشجعك على قراءتها، ولن أثبط من عزيمتك على ذلك؛ فالمسألة فيها موقع شر وفيها موقع خير، فيها موقع الضحية كما فيها موقع الجلاد، فيها موقع المكافح الشريف كما فيها موقع الوصولي الخنوع، فيها وفيها وفيها... ولا ولن أضمن لك في أي المواقع قد تجدك.
تتحدث هذه الرواية عن وجود نسق اجتماعي مترسخ في بنية المجتمعات العربية، وإن بدرجات متباينة وبمظاهر متشابهة، رغم بعض الاختلافات الظاهرية. وهذا النسق مبني على محاربة المجتهد والنفخ في أي متملق، في أي مجال من مجالات الحياة حيث تحضر التراتبية في المسؤولية، ويكون مصير فرد محددا بقرار فرد آخر يمتلك سلطة ما عليه، ومنها جميع أماكن العمل وأماكن التعلم، بما في ذلك الجامعة. فهي ليست ترفا أدبيا، وإنما هي ضرورة فكرية لمساءلة مجموعة من السلوكيات والأفكار السلبية التي تهيمن على ديناميات الحياة العامة، وتنتقل بالتبعية إلى مؤسسات الدولة وهياكلها التنظيمية، فتغدو وكأنها نواميس كونية لا يمكن تجاوزها. حيث تحولت آليات الترقي الاجتماعي، وغلبت عليها الوصولية والتملق والانتهازية والنفاق، وغيرها من مظاهر بيع الذات ماديا ومعنويا في سبيل تحقيق الهدف مهما كان صعيرا. إنها انقلاب ناعم على منظومة القيم المتدهورة التي أضحت سائدة في ربوع الوطن العربي؛ فهي بمثابة مرآة تعكس بعضا من تمظهرات هذه القيم، لكن من منظور مغاير قد لا يكون مرغوبا فيه، لأنه يعري الجانب المراد إخفاؤه من الصورة تزييفا وتجميلا لواقع بئيس. وهي رسم لمعالم شخصية "حنظلة العربي" لكن بملامح مختلفة؛ ذلك الإنسان المحكوم بالشقاء الأبدي، والذي تتظافر جميع الظروف لتعاكسه، لكنه لا يستسلم، بل يصر على البقاء واقفا مهما توالت الضربات. إنه الإنسان الذي استطاع التكيف مع القلاقل والعراقيل ولم يكتف بذلك، بل جعل منها وسيلة لإعادة بناء الذات المخربة والانبعاث من جديد، وكله إصرار على مواصلة الكفاح من أجل تحقيق النجاح بشرف وكرامة. وهو نموذج يمثل أقلية المجتمعات العربية، للأسف الشديد، لا أكثريتها. هي تجسيد لمعاناة أجيال من المواطنين العرب؛ فشخصية "الجيلالي" التي تروي قبسات مما عايشته من أحداث متفرقة وفي سياقات متنوعة، تعبر عن السواد الأعظم من الأمة العربية، سواء في مرحلة من مراحل حياته المتباينة، أم في أحد المواقف التي تعرض لها في كل هذه المراحل. وبذلك كانت هذه الرواية جامعة لكل حيواته؛ حيث غطت حياته الشخصية من البداية حتى النهاية، والدراسية من الابتدائية حتى الجامعية، وكذلك المهنية من العشوائية حتى المنظمة التي تديرها الدولة. وفي كل هذه الحيوات عرض الراوي لمجموعة من الاختلالات والتناقضات التي تجعل الكرامة مسألة صراع مستميت في كل الأوطان العربية التي تنقل بين حدودها. قد ترى عزيزي القارئ أن تحقيق النجاح بكرامة في الوطن العربي غير ممكن. قد يكون الأمر صحيحا، لكن الجيلالي" على يقين بأنه غير مستحيل، وهذا اليقين كفيل بتحقيق المعجزات وتجاوز كل الصعوبات، وهو بذلك يدعو إلى تكوين جيل صلب وصلد قادر على النهوض بأوضاع الأمة العربية الغارقة في فوضى العشوائية والتخلف. أيها القارئ العزيز: حتما ستجد نفسك في هذه الرواية، في جزء ما، أو في صفحة ما، أو فقرة ما، أو فكرة ما. ولسوف تتساءل من أعماق لا وعيك: هل يتحدث عني؟ اطمئن عزيزي القارئ، لست وحدك، فالأكيد أن العديد من القراء تساءلوا مثلك. لذلك، لن أشجعك على قراءتها، ولن أثبط من عزيمتك على ذلك؛ فالمسألة فيها موقع شر وفيها موقع خير، فيها موقع الضحية كما فيها موقع الجلاد، فيها موقع المكافح الشريف كما فيها موقع الوصولي الخنوع، فيها وفيها وفيها... ولا ولن أضمن لك في أي المواقع قد تجدك.

هل تنصح بهذا الكتاب؟