كتاب زفتي وعنتر و الزبير بن العوام

كتاب زفتي وعنتر و الزبير بن العوام

تأليف : إيهاب محمد زايد

النوعية : الأدب

وقف عنتر صامتا، يجمع في قلبه مشاعر مختلطة من الحب والخوف والاحترام تجاه أبيه. كان يحبه، لأنه يعلم أن كل ما يفعله هو من أجله، لكنه أيضا كان يخاف من غضبه، ويحترم رأيه، حتى لو كان لا يتفق معه. "ما تراه يا أبي؟" سأل الأب بصوت أقل حدة، لكنه كان يحمل في طياته تأنيبا خفيا. نظر عنتر إلى أبيه، ثم أجاب بهدوء: "لا أعرف.." كان صوته يحمل في طياته حيرة عميقة، وكأنه يعترف بأنه لا يعرف كيف يوازن بين عالمه الداخلي والعالم الخارجي. لكن الأب لم يترك له مجالا للتردد، فأضاف: "زميلي في العمل يقول إن لديك نساء كثيرا بالعمل.. لماذا لا تختار واحدة منهن؟" هنا، شعر عنتر بغصة في قلبه. كان يعلم أن أبيه لا يفهم، وأنه ينظر إلى الأمر من منظور بسيط. لكنه أيضا كان يشعر بأن عليه أن يرد، أن يشرح، حتى لو كان يعلم أن كلماته قد لا تقنع. "هل عبث النساء يصل إلى رابعة وسميرة؟" قال عنتر بصوت هادئ، لكنه كان يحمل في طياته إصرارا غريبا. كان يشعر بأنه لا يمكن أن يقارن أي امرأة بتلك الشخصيات التي أصبحت جزءا من كيانه. لكن الأب، الذي كان يعيش في عالم مختلف، لم يفهم كلماته. كان يرى أن ابنه يعيش في أوهام، وأن عليه أن "يصحو" ويعود إلى الواقع. وهكذا، وجد عنتر نفسه في حالة من الارتباك، بين شعور يجمع بين الرأفة والشفقة تجاه أبيه، وبين فعل الطاعة الذي يفرضه عليه المجتمع. كان يعلم أن عليه أن يرضخ لطلب أبيه، لكنه أيضا كان يعلم أن قلبه لن يكون سعيدا بذلك. في النهاية، قرر عنتر أن يحاول، أن يخطو خطوة نحو الواقع، حتى لو كان يعلم أن قلبه سيظل ممتلئا بتلك الأحلام التي جعلته ما هو عليه. وكان يعلم أن الطريق لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه: لأجل الله، لأجل العلم، ولأجل الوطن. أصيب عنتر بلعنة الزواج الغضوب، ذلك الزواج الذي تحول إلى ساحة معركة بين المادة والحلم، بين الأماني والواقع. كانت زوجته، المرأة المخلصة في ظاهرها، تعيش في عالم مختلف عن عالمه. كانت تسعى إلى "مستويات أفضل"، كما كانت تردد دائما، لكنها لم تكن تفهم أن عنتر يعيش لأجل شيء أكبر من الماديات. كانت تريد بيتا أكبر، وسيارة أحدث، وحياة أكثر رفاهية، بينما كان عنتر يحلم بعالم من الروحانيات والعلم والتضحية. كانت الزوجة تتغير عليه من أجل أحلامها، وكان عنتر يشعر بأنه يعيش في غربة حتى داخل بيته. كان يحاول أن يفهمها، أن يتقبل طموحاتها، لكنه كان يشعر بأن هناك فجوة عميقة بينهما، فجوة لا يمكن ردمها بسهولة. كانت هي تريد المزيد من الحياة الدنيا، وهو يريد المزيد من الحياة الروحية والفكرية. في تلك الأوقات الصعبة، كان عنتر يتذكر رابعة العدوية، تلك الصوفية التي علمته معنى الصبر والمثابرة. كان يتذكر كيف كانت رابعة تتحمل كل الصعوبات من أجل حبها لله، وكيف كانت ترى في الألم طريقا إلى السكينة. وكان عنتر يستمد من ذكراها قوة جديدة، قوة تدفعه إلى الاستمرار، حتى لو كان يعيش في زواج لا يفهمه. كان يقول لنفسه: "رابعة علمتني أن الصبر هو مفتاح كل شيء.. أن الألم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لفهم أعمق للحياة." وهكذا، كان عنتر يحمل في قلبه صبرا ومثابرة، يحاول أن يوازن بين واقع مرير وحلم لا يموت. لكن الزوجة لم تكن تفهم ذلك. كانت ترى في صبره ضعفا، وفي مثابرته عنادا. كانت تريد منه أن يتغير، أن يصبح مثل الآخرين، أن يهتم بالمال والمظاهر أكثر من اهتمامه بالأحلام. وكانت تتساءل في نفسها: "لماذا لا يفهم أن الحياة ليست فقط عن الروحانيات والعلم؟ لماذا لا يرى أننا نحتاج إلى المزيد من المال، إلى المزيد من الراحة؟" وهكذا، أصبح الزواج ساحة للصراع، حيث كان كل منهما يحاول أن يجذب الآخر إلى عالمه، لكن دون نجاح. كانت الزوجة تعيش في عالم المادة، وعنتر يعيش في عالم الحلم، وكانت الفجوة بينهما تزداد يوما بعد يوم. لكن عنتر، برغم كل ذلك، كان يعلم أن عليه أن يستمر. كان يعلم أن الحياة ليست دائما كما نريدها، لكنها أيضا ليست دائما كما نخافها. وكان يعلم أن الصبر والمثابرة هما الطريق الوحيد لتحقيق التوازن، حتى لو كان ذلك التوازن هشا. وهكذا، استمر عنتر في حمل صبره ومثابرته، مستمدا قوته من رابعة العدوية، ومن سميرة موسى، ومن كل من علموه أن الأحلام تستحق أن نحارب من أجلها. وكان يعلم أن طريقه لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه: لأجل الله، لأجل العلم، ولأجل الوطن. بعد أن ابتعدت المسافة بين عنتر وسميرة موسى، شعر وكأنه فقد جزءا من روحه. كان يعلم أنه أقل منها علما، أقل عبقرية، أقل دقة، وأكثر عبثية. لم يكن بمقدار عبقريتها، ولم يستطع أن يصل إلى ما وصلت إليه من إنجازات علمية. كانت سميرة، بالنسبة إليه، رمزا للكمال الذي لا يمكن بلوغه، لكنها أيضا كانت مصدر إلهامه الأكبر. لكن مع الوقت، بدأت سميرة تلوح له بالرحيل، ليس رحيلا جسديا، بل رحيلا معنويا. تركت له بدلا من الحب أمنية الرحيل، وكأنها تقول له: "أحلامك العلمية تجعلك حالما، لكنها لا تجعلك عالما." كانت تلك الكلمات تتردد في رأسه، وتذكره بأنه قد لا يكون قادرا على تحقيق ما حققته هي، لكنها أيضا كانت تدفعه إلى الاستمرار في الحلم. وهكذا، انصرفت سميرة من حياته، لكنها تركت له إرثا من الأمل والإصرار. كان عنتر يقول لنفسه: "حالم بالعلم خير من عالم بالجهل." وكان يعلم أن طريقه لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه. لكن الحياة لم تكن رحيمة مع عنتر. في إحدى الأيام، بينما كانت القرية تعاني من برد قارس بسبب أحداث سياسية أثرت على أحوال البلاد، خرج الناس إلى الجبال بحثا عن الدفء والأمان. وفي تلك الأجواء الباردة، التقي عنتر بشكل سحابي بامرأة غريبة، امرأة كانت تحمل في طياتها شيئا من رابعة العدوية وسميرة موسى. كانت تلك المرأة تعشق قريته، لكنها كانت تعيش في السحاب، بعيدة عن الواقع. لم يلتقيا كعاشقين، بل التقيا في لحظة عابرة، حيث أشارت له بتلك المرأة السحابية إلى رابعة وسميرة، وكأنها تقول له: "هما دليلك.. اتبعهما." لكن تلك اللحظة السحابية لم تدم طويلا، فقد التقي عنتر بعدها بمرض شديد أقعده عن الحركة لأربع سنوات. في تلك السنوات الأربع، كانت رابعة العدوية وسميرة موسى والمرأة السحابية تلوح له من بعيد، كأنهن يذكرنه بأن الأحلام لا تموت، حتى في أحلك اللحظات. لكن الواقع كان قاسيا، حيث كانت زوجته تعطيه أقراص علاجه بسخط وغضب، وكأنها تريد أن تقول له: "هذا هو ثمن أحلامك.. هذا هو ثمن إصرارك على العيش في عالم آخر." كان عنتر يعيش في حالة من التناقض، بين أحلامه التي لا تموت، وواقع مرير يفرض عليه أن يعيش في ألم دائم. لكنه كان يعلم أن عليه أن يستمر، أن يحمل في قلبه صبرا ومثابرة، حتى لو كان يعيش في ظل مرض شديد وزوجة لا تفهمه.
وقف عنتر صامتا، يجمع في قلبه مشاعر مختلطة من الحب والخوف والاحترام تجاه أبيه. كان يحبه، لأنه يعلم أن كل ما يفعله هو من أجله، لكنه أيضا كان يخاف من غضبه، ويحترم رأيه، حتى لو كان لا يتفق معه. "ما تراه يا أبي؟" سأل الأب بصوت أقل حدة، لكنه كان يحمل في طياته تأنيبا خفيا. نظر عنتر إلى أبيه، ثم أجاب بهدوء: "لا أعرف.." كان صوته يحمل في طياته حيرة عميقة، وكأنه يعترف بأنه لا يعرف كيف يوازن بين عالمه الداخلي والعالم الخارجي. لكن الأب لم يترك له مجالا للتردد، فأضاف: "زميلي في العمل يقول إن لديك نساء كثيرا بالعمل.. لماذا لا تختار واحدة منهن؟" هنا، شعر عنتر بغصة في قلبه. كان يعلم أن أبيه لا يفهم، وأنه ينظر إلى الأمر من منظور بسيط. لكنه أيضا كان يشعر بأن عليه أن يرد، أن يشرح، حتى لو كان يعلم أن كلماته قد لا تقنع. "هل عبث النساء يصل إلى رابعة وسميرة؟" قال عنتر بصوت هادئ، لكنه كان يحمل في طياته إصرارا غريبا. كان يشعر بأنه لا يمكن أن يقارن أي امرأة بتلك الشخصيات التي أصبحت جزءا من كيانه. لكن الأب، الذي كان يعيش في عالم مختلف، لم يفهم كلماته. كان يرى أن ابنه يعيش في أوهام، وأن عليه أن "يصحو" ويعود إلى الواقع. وهكذا، وجد عنتر نفسه في حالة من الارتباك، بين شعور يجمع بين الرأفة والشفقة تجاه أبيه، وبين فعل الطاعة الذي يفرضه عليه المجتمع. كان يعلم أن عليه أن يرضخ لطلب أبيه، لكنه أيضا كان يعلم أن قلبه لن يكون سعيدا بذلك. في النهاية، قرر عنتر أن يحاول، أن يخطو خطوة نحو الواقع، حتى لو كان يعلم أن قلبه سيظل ممتلئا بتلك الأحلام التي جعلته ما هو عليه. وكان يعلم أن الطريق لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه: لأجل الله، لأجل العلم، ولأجل الوطن. أصيب عنتر بلعنة الزواج الغضوب، ذلك الزواج الذي تحول إلى ساحة معركة بين المادة والحلم، بين الأماني والواقع. كانت زوجته، المرأة المخلصة في ظاهرها، تعيش في عالم مختلف عن عالمه. كانت تسعى إلى "مستويات أفضل"، كما كانت تردد دائما، لكنها لم تكن تفهم أن عنتر يعيش لأجل شيء أكبر من الماديات. كانت تريد بيتا أكبر، وسيارة أحدث، وحياة أكثر رفاهية، بينما كان عنتر يحلم بعالم من الروحانيات والعلم والتضحية. كانت الزوجة تتغير عليه من أجل أحلامها، وكان عنتر يشعر بأنه يعيش في غربة حتى داخل بيته. كان يحاول أن يفهمها، أن يتقبل طموحاتها، لكنه كان يشعر بأن هناك فجوة عميقة بينهما، فجوة لا يمكن ردمها بسهولة. كانت هي تريد المزيد من الحياة الدنيا، وهو يريد المزيد من الحياة الروحية والفكرية. في تلك الأوقات الصعبة، كان عنتر يتذكر رابعة العدوية، تلك الصوفية التي علمته معنى الصبر والمثابرة. كان يتذكر كيف كانت رابعة تتحمل كل الصعوبات من أجل حبها لله، وكيف كانت ترى في الألم طريقا إلى السكينة. وكان عنتر يستمد من ذكراها قوة جديدة، قوة تدفعه إلى الاستمرار، حتى لو كان يعيش في زواج لا يفهمه. كان يقول لنفسه: "رابعة علمتني أن الصبر هو مفتاح كل شيء.. أن الألم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لفهم أعمق للحياة." وهكذا، كان عنتر يحمل في قلبه صبرا ومثابرة، يحاول أن يوازن بين واقع مرير وحلم لا يموت. لكن الزوجة لم تكن تفهم ذلك. كانت ترى في صبره ضعفا، وفي مثابرته عنادا. كانت تريد منه أن يتغير، أن يصبح مثل الآخرين، أن يهتم بالمال والمظاهر أكثر من اهتمامه بالأحلام. وكانت تتساءل في نفسها: "لماذا لا يفهم أن الحياة ليست فقط عن الروحانيات والعلم؟ لماذا لا يرى أننا نحتاج إلى المزيد من المال، إلى المزيد من الراحة؟" وهكذا، أصبح الزواج ساحة للصراع، حيث كان كل منهما يحاول أن يجذب الآخر إلى عالمه، لكن دون نجاح. كانت الزوجة تعيش في عالم المادة، وعنتر يعيش في عالم الحلم، وكانت الفجوة بينهما تزداد يوما بعد يوم. لكن عنتر، برغم كل ذلك، كان يعلم أن عليه أن يستمر. كان يعلم أن الحياة ليست دائما كما نريدها، لكنها أيضا ليست دائما كما نخافها. وكان يعلم أن الصبر والمثابرة هما الطريق الوحيد لتحقيق التوازن، حتى لو كان ذلك التوازن هشا. وهكذا، استمر عنتر في حمل صبره ومثابرته، مستمدا قوته من رابعة العدوية، ومن سميرة موسى، ومن كل من علموه أن الأحلام تستحق أن نحارب من أجلها. وكان يعلم أن طريقه لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه: لأجل الله، لأجل العلم، ولأجل الوطن. بعد أن ابتعدت المسافة بين عنتر وسميرة موسى، شعر وكأنه فقد جزءا من روحه. كان يعلم أنه أقل منها علما، أقل عبقرية، أقل دقة، وأكثر عبثية. لم يكن بمقدار عبقريتها، ولم يستطع أن يصل إلى ما وصلت إليه من إنجازات علمية. كانت سميرة، بالنسبة إليه، رمزا للكمال الذي لا يمكن بلوغه، لكنها أيضا كانت مصدر إلهامه الأكبر. لكن مع الوقت، بدأت سميرة تلوح له بالرحيل، ليس رحيلا جسديا، بل رحيلا معنويا. تركت له بدلا من الحب أمنية الرحيل، وكأنها تقول له: "أحلامك العلمية تجعلك حالما، لكنها لا تجعلك عالما." كانت تلك الكلمات تتردد في رأسه، وتذكره بأنه قد لا يكون قادرا على تحقيق ما حققته هي، لكنها أيضا كانت تدفعه إلى الاستمرار في الحلم. وهكذا، انصرفت سميرة من حياته، لكنها تركت له إرثا من الأمل والإصرار. كان عنتر يقول لنفسه: "حالم بالعلم خير من عالم بالجهل." وكان يعلم أن طريقه لن يكون سهلا، لكنه كان مستعدا لمواجهة كل التحديات، لأنه كان يعيش لأجل شيء أكبر من نفسه. لكن الحياة لم تكن رحيمة مع عنتر. في إحدى الأيام، بينما كانت القرية تعاني من برد قارس بسبب أحداث سياسية أثرت على أحوال البلاد، خرج الناس إلى الجبال بحثا عن الدفء والأمان. وفي تلك الأجواء الباردة، التقي عنتر بشكل سحابي بامرأة غريبة، امرأة كانت تحمل في طياتها شيئا من رابعة العدوية وسميرة موسى. كانت تلك المرأة تعشق قريته، لكنها كانت تعيش في السحاب، بعيدة عن الواقع. لم يلتقيا كعاشقين، بل التقيا في لحظة عابرة، حيث أشارت له بتلك المرأة السحابية إلى رابعة وسميرة، وكأنها تقول له: "هما دليلك.. اتبعهما." لكن تلك اللحظة السحابية لم تدم طويلا، فقد التقي عنتر بعدها بمرض شديد أقعده عن الحركة لأربع سنوات. في تلك السنوات الأربع، كانت رابعة العدوية وسميرة موسى والمرأة السحابية تلوح له من بعيد، كأنهن يذكرنه بأن الأحلام لا تموت، حتى في أحلك اللحظات. لكن الواقع كان قاسيا، حيث كانت زوجته تعطيه أقراص علاجه بسخط وغضب، وكأنها تريد أن تقول له: "هذا هو ثمن أحلامك.. هذا هو ثمن إصرارك على العيش في عالم آخر." كان عنتر يعيش في حالة من التناقض، بين أحلامه التي لا تموت، وواقع مرير يفرض عليه أن يعيش في ألم دائم. لكنه كان يعلم أن عليه أن يستمر، أن يحمل في قلبه صبرا ومثابرة، حتى لو كان يعيش في ظل مرض شديد وزوجة لا تفهمه.

هل تنصح بهذا الكتاب؟