يمثل كتاب "نعم ولكن" للناقد بهاء الصالحي رحلة متعمقة في المشهد الشعري العربي المعاصر، حيث يعيد قراءة تجارب شعرية متعددة، باحثا في أنساقها الفنية، وبنيتها الدلالية، وتأثيرها الاجتماعي والنفسي. يعتمد الناقد على منهج نقدي يجمع بين التحليل الجمالي والاستقصاء الفكري، متتبعا تجليات الشعر بين الانحياز للواقع والتجريب الفني. يفتتح الكتاب باستقصاء الصدى الاجتماعي في شعر صلاح والي، كاشفا عن تفاعل النص مع محيطه وأثر البنية المجتمعية في تشكيل الرؤية الشعرية. كما يتناول لغة الاختزال الشعري عند عبدالعزيز رياض بوصفها تقنية تكثيف دلالي، محاولا فك شيفرات المعنى المضمر في قصائده. ومن خلال دراسة قصيدة "تبت يدا" لأسماء أحمد الخشن، يعاين الناقد كيف يتحول الألم والمعاناة إلى هيكل إبداعي مشحون بالبعد الوجودي. يولي الصالحي اهتماما بالغا بالشعراء الذين عبروا عن الانكسار والاغتراب، مثل محمد عبداللطيف، شاعر الانسحاق، حيث يستكشف كيف يعكس شعره هزيمة الإنسان أمام الواقع الضاغط. كما يسلط الضوء على ديوان "الحادي" للعربي السيد عمران باعتباره نموذجا للقصيدة الثورية التي تنبض بالتحريض والتعبئة. في محور النوستالجيا والهوية، يعاين الكتاب النوستالجيا المبدعة في شعر محمد الجوايدي، ويكشف عن أبعاد الحنين كحالة إبداعية تتجاوز مجرد استدعاء الماضي. كما يقدم أمنية عبدالسلام كمدخل لأزمة الهوية، محللا كيف يعبر شعرها عن قلق الذات في مواجهة التحولات الثقافية. يتابع الصالحي استكشاف التحولات الشعرية من خلال دراسة علي أبو المجد والتاريخ الشعري لجيله، حيث يرصد المسار الإبداعي لجيل شعري كامل. كما يتوقف عند ديوان "برا الجدول" لمحمد خليفة، متأملا كيف تتحدى قصائده التصنيف التقليدي للأنواع الشعرية. وفي سياق الاغتراب الوجودي، يناقش الكتاب الغربة المتوحدة لدى محمد النادي، متقصيا كيف يخلق الشاعر عالما داخليا ينعزل فيه عن الواقع. أما في فصل د. كارم عزيز وقوة اللغة وكثافة المعنى، فيعالج الناقد البنية اللغوية في شعر عزيز، مبرزا قدرة اللغة على تشكيل تجربة شعرية مكثفة ذات دلالات متعددة. بأسلوب يجمع بين الرصانة النقدية والقدرة على الكشف عن الجماليات الخفية، يمنح هذا الكتاب القارئ فرصة لفهم عميق للتحولات الشعرية المعاصرة، متتبعا أثرها في الوجدان العربي، ومدى قدرتها على إعادة تشكيل الوعي واللغة والرؤية الفنية.
يمثل كتاب "نعم ولكن" للناقد بهاء الصالحي رحلة متعمقة في المشهد الشعري العربي المعاصر، حيث يعيد قراءة تجارب شعرية متعددة، باحثا في أنساقها الفنية، وبنيتها الدلالية، وتأثيرها الاجتماعي والنفسي. يعتمد الناقد على منهج نقدي يجمع بين التحليل الجمالي والاستقصاء الفكري، متتبعا تجليات الشعر بين الانحياز للواقع والتجريب الفني. يفتتح الكتاب باستقصاء الصدى الاجتماعي في شعر صلاح والي، كاشفا عن تفاعل النص مع محيطه وأثر البنية المجتمعية في تشكيل الرؤية الشعرية. كما يتناول لغة الاختزال الشعري عند عبدالعزيز رياض بوصفها تقنية تكثيف دلالي، محاولا فك شيفرات المعنى المضمر في قصائده. ومن خلال دراسة قصيدة "تبت يدا" لأسماء أحمد الخشن، يعاين الناقد كيف يتحول الألم والمعاناة إلى هيكل إبداعي مشحون بالبعد الوجودي. يولي الصالحي اهتماما بالغا بالشعراء الذين عبروا عن الانكسار والاغتراب، مثل محمد عبداللطيف، شاعر الانسحاق، حيث يستكشف كيف يعكس شعره هزيمة الإنسان أمام الواقع الضاغط. كما يسلط الضوء على ديوان "الحادي" للعربي السيد عمران باعتباره نموذجا للقصيدة الثورية التي تنبض بالتحريض والتعبئة. في محور النوستالجيا والهوية، يعاين الكتاب النوستالجيا المبدعة في شعر محمد الجوايدي، ويكشف عن أبعاد الحنين كحالة إبداعية تتجاوز مجرد استدعاء الماضي. كما يقدم أمنية عبدالسلام كمدخل لأزمة الهوية، محللا كيف يعبر شعرها عن قلق الذات في مواجهة التحولات الثقافية. يتابع الصالحي استكشاف التحولات الشعرية من خلال دراسة علي أبو المجد والتاريخ الشعري لجيله، حيث يرصد المسار الإبداعي لجيل شعري كامل. كما يتوقف عند ديوان "برا الجدول" لمحمد خليفة، متأملا كيف تتحدى قصائده التصنيف التقليدي للأنواع الشعرية. وفي سياق الاغتراب الوجودي، يناقش الكتاب الغربة المتوحدة لدى محمد النادي، متقصيا كيف يخلق الشاعر عالما داخليا ينعزل فيه عن الواقع. أما في فصل د. كارم عزيز وقوة اللغة وكثافة المعنى، فيعالج الناقد البنية اللغوية في شعر عزيز، مبرزا قدرة اللغة على تشكيل تجربة شعرية مكثفة ذات دلالات متعددة. بأسلوب يجمع بين الرصانة النقدية والقدرة على الكشف عن الجماليات الخفية، يمنح هذا الكتاب القارئ فرصة لفهم عميق للتحولات الشعرية المعاصرة، متتبعا أثرها في الوجدان العربي، ومدى قدرتها على إعادة تشكيل الوعي واللغة والرؤية الفنية.